الإفلات من الإعصار

10.5.08 |


بقلم ذي إنوسنت


نحن البشر مساكين، أو على الأقل أنا. فأنا مثل باقي البشر جئت إلى الحياة دون إرادتي، لم يسألني أحد ولم يُؤخَذ رأيي. وجدتني محاصر برجل وامرأة لم اختر أي منهما، هما أبي وأمي كما قال لي المجتمع الذي لم اختاره أيضا

قرار الوالدين والمجتمع – وهو قرار غير واعي في الغالب - ألقى بي إلى الحياة في زمان ومكان لم اخترهما، وفي ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية لم اختارها أيضا. والأعجب من ذلك أنهم قرروا – بنفس اللا وعي - عدة أشياء أخرى مثل الاسم الذي أحمله ونوعية التربية وعلموني عادات وأعراف يعتقدون بصحتها وورثوني الجنسية والدين والصداقات والعداءات.

وطوال الوقت أتسائل ببراءة الأطفال عن سبب كل تلك الأشياء التي يختارونها لي، بينما تزداد حُمرة وجوههم معللين تأجيل السبب حتى أكبُر وأنضج. وحين نكبر وتذهب عنا البراءة ننسى أسئلتنا وننشغل بأن نفعل ما فعله بنا السابقون باللاحقين، ونؤجل نحن بدورنا الإجابة على تساؤلات اللاحقين حتى ينضجون وهكذا دواليك. ومع الوقت تقفد الأعراف أسبابها وتفقد القاعدة منطقها، ويزول السبب وليس من يُطالب بإبطال القاعدة. ونظل نحن البشر ندور داخل ذلك الإعصار من الموروثات غير المُعللة أو التي على الأقل من حقنا أن نتبنى غيرها. إن آراء المجتمع والأعراف السائدة فيه تكتسب قوتها ومصداقيتها من كونها "موروث جماعي" يتلقاه الناس ويتداولونه فيما بينهم بوصفه "الحقيقة" التي لا تُناقش": إنه إعصار "الصواب الموروث".

إن مجتمعا ما لا يشُك للحظة في صحة ما يملك من أعراف وثقافات, حتى ليبدو لك أن المجتمع ينظر إلى ما يملك بفلسفة القرد في عين أمه. ببساطة المجتمع لا يشك لأن الشك يحتاج إلى إعمال العقل، وهذا قد يُطالب بالتغيير، والتغيير مكلف ومُرهق. لذا نجد المجتمعات أميل إلى السكون – ثقافيا - منها إلى الحركة، وضمير الجماعة يهوى الاستقرار. إن المجتمعات أشبه بالأشجار، تحتاج من حين لآخر لمن يهز جذعها حتى تنفض عنها الورق الذابل، بينما تتشبث بالفروع تلك الأوراق ذات الفائدة. يحتاج ضمير الجماعة لمن يقلق راحته دائما لدفعه للسعي وراء الكمال.

لا اقول أن فردا ما قد يمتلك الحق الذي يجهله المجتمع, أو أن مجتمعا ما قد يمتلك الحق الذي تجهله المجتمعات الأخرى. فالحق لا يُمتلك. ولكن أفكارنا تحتاج لأن تُمتحن حتى تزداد قناعتنا بها. إنها عملية غربلة نسعى بها وراء الحق حتى نقترب منه أكثر فأكثر. نحتاج لأن نقرأ الواقع في كل يوم على ضوء معطياته. وعملية القراءة الجديدة هذه لن تأتي وانت تحمل في أعماقك قناعة تامة بصواب الموروث الجماعي. أتذكر الآن ما يقوله ديكارت "إن العلة الأولى الكبرى لأخطائنا هي الأحكام القاصرة التي أتخذناها في مقتبل عمرنا. وبدلا من أن نسلّم بأن هذه الأحكام قد انعقدت في أذهاننا حين كنا عاجزين عن الإصابة في الحكم، وأنها تبعا لذلك يمكن أن تكون أقرب إلى الباطل منها إلى الحق، تلقيناها على أنها يقينية". نحتاج لأن نتجرد من إنتماءاتنا الثقافية والفكرية قليلا، لنضعها إلى جانب إنتماءات الآخرين، ثم نبتعد حتى ننظر إلى الجميع. لن نخسر شيئا، لأن فكرا هشا وضعيفا لا يستحق أن يعتقد فيه بشر. سنعلم أشياء عن قوة ما نملك وضعفاته وكذلك قوه ما يملك الآخر وضعفاته. نحتاج لأن نتوقف عن الدوران داخل هذا الإعصار الثقافي غير المُمتحن والذي ندور فيه بفلسفة القطيع. تحتاج مجتمعاتنا دائما لهؤلاء المتمردين الذين يعشقون هز الأشجار. فتعالوا نمتحن شجرة مجتمعنا، علّنا نستطيع الإفلات من الإعصار



النص الكامل للمقال


بقلم محمد ثابت


تبدو علاقة المصريين بمنهجية التفكير العلمي في أشد حالاتها اضطراباً وتباعداً خلال السنوات الماضية. فتفاصيل الواقع والمشاهدات اليومية في الشارع المصري اليوم تؤكد أن مدى إيمان قطاع عريض للغاية من الشعب المصري بثقافة الخرافة و"الميتافيزيقا" أو عوامل ما وراء الطبيعة هو في تزايد مستمر في كل يوم

وطبيعي أن نرصد في الوقت نفسه تراجعاً مستمراً ومطرداً في نسب عامة الشعب المصري التي تؤمن بقيمة العلم وأهميته والتي تدعو لتبني منهج علمي منطقي متقدم نسبياً في التفكير وتسعى في الوقت نفسه لتفعيل عناصر ذلك المنهج في حياتها اليومية.

وحقيقة فإن المشاهدات الدالة على حالة التراجع المتصاعد في منهجية التفكير العلمي التي أصابت المصريين على مدى العقود الثلاثة الماضية هي أوضح وأكثر من أن تُعد أو أن تُحصى في مقال قصير نسبياً كهذا، ولكن لا مانع على أية حال من الإشارة في عجالة إلى بعض من أبرز المشاهدات الشائعة في حياة المصريين اليومية الراهنة التي يمكننا أن نستشف منها إلى أي مدى باتت نسبة كبيرة للغاية من الشعب المصري تكفر تماماً بقيمة العلم وبأهميته وبجدوى العمل بعقليته ومنهجيته. فالكوارث الطبيعية من زلازل وأعاصير وغيرها هي في نظر السواد الأعظم من المصريين اليوم بمثابة انتقام إلهي من البشر الذين بلغت آثامهم حداً لا يمكن للسماء السكوت عنه أو عليه، وأساليب التداوي الخرافية غير المؤيدة علمياً وذات المرجعية التراثية أو الدينية الواضحة كالحجامة وغيرها فهي في نظر نفس ذلك القطاع من المصريين أفضل وأكثر فعالية و"ثواباً" من أساليب العلاج الحديثة القائمة على البحوث العلمية التي تتبع المنهج العلمي الرصين ذي الخطوات الثلاث: تجربة، مشاهدة، استنتاج. أما "الثعبان الأقرع" فهو في نظر غالبية المصريين اليوم حقيقة مؤكدة ما من شك فيها وما من مهرب منها لكل عاص كُتب عليه وأُحق له عذاب القبر، رغم أن أغلب الروايات التي تناولت قصته غير مؤكدة وغير منطقية ولا متواترة. وأخيراً وليس آخراً، فإن الإيمان بأن "العفاريت" تستطيع أن تتلبس البشر وتتربص بهم ولهم، وبأنه يمكن استخدام السحر لـ "فك العمل" ولتسيير الأمور الشخصية نحو الأحسن أو لإيذاء الآخرين أو لدفعهم للتصرف على نحو أو آخر، وبأن تفسير الأحلام على أسس دينية أو تراثية غير قائمة على أي مبادئ علمية هو حق مطلق طالما أن من يقوم به هو من رجالات الدين، والإيمان بالفأل الحسن والنحس والتفاؤل أو التشاؤم المرتبطين بأشياء وظواهر مادية أو طبيعية معينة، فضلاً عن التبرك بزيارة قبور شخصيات معينة أو أماكن معينة، وغير ذلك العشرات من العادات الاجتماعية المصرية الراهنة الشائعة حتى بلغ بعضها درجة القاعدة المطلقة إنما هي كلها بمثابة تعبير بليغ وناطق وعفوي عن مدى ما وصل إليه المجتمع المصري اليوم - بأغلبيته وليس بإجماعه، بطبيعة الحال - من نفور سطحي من الطريقة العلمية المنطقية في التفكير التي لا تعتد بالخرافة والظن الحدسي ولا بالقول المتوارث أو المتواتر ولا تعترف إلا بكل ما يمكن إقامة دليل علمي مقنع عليه سواء أكان عملياً أو حتى لفظياً.

وإذا أردنا البحث في أسباب تراجع ميل المصريين إلى التفكير العلمي وتنامي ميلهم لتبني منهجيات تفكير أقل تطوراً ومنطقية في السنوات أو العقود الماضية، الأمر الذي لاشك أنه يحتل أحد مراكز الصدارة على قائمة مسببات تراجعنا الحضاري الشامل في العصر الراهن، فإنه قد يكون بوسعنا إذن الإشارة - لكن في عجالة، نظراً لضيق المساحة المتاحة هنا - إلى الأسباب التالية:

أولا: لابد من الإشارة إلى تراجع وتدهور المنظومة التعليمية المصرية الراهنة برمتها وعلى كافة مستوياتها ومراحلها وتخصصاتها. فالنظام التعليمي المصري الحالي بات أنجح ما يكون في شيء شديد السلبية هو تخريج دفعات تلو دفعات من الطلاب والمتخرجين الذين لا يملكون ولا يجيدون استخدام مهارات التفكير والتحليل العلمي المنطقي والربط العقلي السليم بين الجزئيات المختلفة التي يتألف منها موضوع ما أو عدة موضوعات مشتركة، وطبيعي في ظل نظام تعليمي متراجع وقائم على مبدأ تقديس ملكات الحفظ والاسترجاع وعلى إعلاء قيمة الكم في كل شيء على حساب قيمة الكيف - طبيعي في ظل ذلك النظام أن نجد أن نسبة المصريين الذين يسعون لتبني المنهجية العلمية في التفكير هي في أسوأ وأدنى حالاتها لأن المفروض في الطلاب وحديثي التخرج أصلاً أن يكونوا من أشد فئات أي مجتمع قدرة على تبني مناهج التفكير العلمي المنطقي الرصين البعيد والعمل الفعلي بها، فماذا يمكننا أن نتوقع إذن إذا كان حال نظامنا التعليمي الحالي وطلابه ومتخرجيه هو ما هو عليه الآن للأسف؟!

ثانيا: ولابد كذلك من الإشارة إلى الدور السلبي البالغ السطحية والخطورة والضرر على المدى البعيد الذي تلعبه في الداخل جماعات الإسلام السياسي بوجه خاص، والجماعات السياسية المتسترة تحت رداء الدين بوجه عام، وتأثيراتها السلبية على العقلية المصرية المعاصرة وعلى مدى إيمانها بالعلم وبطريقة التفكير المنطقية المتصلة به، خاصة في ضوء تنامي التأثيرات السلبية على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية المختلفة التي تمارسها علينا الحركة الوهابية الدولية وما هو على شاكلتها من حركات دينية متشددة ورجعية في الخارج. وأظنه من الصعوبة بمكان أن يستطيع أي محايد - حتى وإن كانت مرجعيته دينية بالأساس - أن ينكر تنامي التأثيرات السلبية للتيارات الدينية المتشددة والرجعية في الداخل والخارج على العقلية المصرية في السنوات الأخيرة، ولاسيما بعد تصاعد نفوذ تلك الحركات بفعل عدة عوامل متداخلة معاً كالفورة النفطية الثانية في السنوات الأخيرة وتصاعد النفوذ الإعلامي الفضائي للفكر السلفي والوهابي في السنوات الأخيرة وما يعنيه ذلك من تزايد ملحوظ ومطرد في قدرة تلك الحركات الرجعية على السيطرة على مفاتيح عقول قطاع كبير للغاية ومتنام من الشعب المصري وخاصة من الطبقات الأقل دخلاً أو الأقل ثقافة واطلاعاً.

ثالثاً: وأخيراً وليس آخراً، تجب الإشارة إلى تنامي شعور المصريين - كشعب وكأفراد - باليأس وفقدان الأمل في أي تغيير حقيقي نحو الأفضل في العقود القليلة الماضية، وغياب أي فكرة محورية من أي نوع أو إيديولوجيا أو أي مشروع قومي حقيقي واسع النطاق من أي مستوى قادرين على إحياء الحس الوطني العالي من جديد في قلوب المصريين وشغل أوقاتهم وإعادة الأمل في غد أفضل أو الحلم به من جديد إلى نفوسهم بعد أن مات بالكامل أو كاد. فوجود فكرة محورية كتلك أو مشروع قومي كذلك ليس من شأنه فقط توحيد جهود المصريين ومضاعفة إنتاجيتهم ووضع حد نهائي أو طويل المدى لنزعات الفتنة الطائفية والاستقطاب والاستقطاب المضاد التي نعاني منها بوضوح في السنوات الأخيرة، وإنما وجودهما يمكن أن يلعب أيضاً دوراً إيجابياً ملحوظاً في شغل المصريين أو في إشعارهم بالتعالي و"الترفع" عن التفكير في الخرافات وعن إعزاء الظواهر الحياتية المختلفة إلى مسببات ميتافيزيقية وخرافية.

وللأسف لم يتسع المجال هنا لأن نتناول بشيء من التفصيل العديد من العوامل الأخرى التي يمكن اعتبارها من ضمن أسباب تراجع قيمة التفكير العلمي في مصر وتصاعد ممارسة التفكير الخرافي في السنوات الأخيرة، مثل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وزيادة أعداد المناطق العشوائية وترسخ القيود السياسية الصارمة والخانقة المفروضة على الممارسة السياسية في الجامعات والمفروضة على الأنشطة الحزبية وعلى منظمات المجتمع المدنى، وغير ذلك من العوامل الإضافية التي تفضي مجتمعة في النهاية إلى نتيجة سلبية واحدة هي اضطرار قطاعات واسعة من المصريين إلى الارتماء في أحضان التيارات السلفية المتشددة ومنهجيات التفكير غير العلمي بالمرة المقترنة بها وكأن ذلك هو البديل الوحيد، أو وكأن تلك القطاعات ما عادت محصنة بأي شيء معنوي أو مادي ضد ارتماء مهلك كذلك. وإذا كان المجال لم يتسع في هذه الحلقة لتناول تلك العوامل الإضافية ولا لتناول بقية عناصر قضيتنا هذه بالتفصيل، فربما تُتاح لنا فرصة تكملة هذا الحوار في أعداد قادمة. وإلى اللقاء قراءنا الأعزاء


النص الكامل للمقال


بقلم سوسن


أتحدث إليكم عن الطبقة العاملة (كان هذا التعبير يعبر عن فجاجة المناط به حتى غير كارل ماركس ذلك إيماناً منه باسهامات البرولتاريا في انتاج الثروة رغم عدم امتلاكها).ـ
و للأسف، لأن الشَربة الرأسمالية ترجح أن:ـ
if you pay, you say

تسبب عدم امتلاك البرولتاريا للثروة في عدم نشر ثقافتها وعلى العكس، دائماً ما استقبلت ثقافة البرجوازيين و أصبح التشبه بهم أحد مظاهر "نجاحها" في الحراك الاجتماعي و في توفير مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.ـ

تفاقمت المشكلة مع نهاية السبعينات عندما أصبحت هذه الطبقة العاملة ليست عاملة بالضبط, إما بالانتماء لنادي العاطلين جبراً أو لتخاذلهم في الاجتهاد في العمل لأنها "مش جايبة همها" و لأنهم شاهدوا أمثلة كثيرة لانفتاح طاقة القدر على أمثالهم من دون بذل مجهود يذكر.

و إذا تسائلت عن طاقة القدر، فهي غالباً كانت بسبب ارتفاع مفاجئ في الأسعار تسأل عنه الحكومة المصرية المخضرمة. أو إن لم يكن ارتفاع الأسعار، فهو بسبب تشغيل الأموال "الإسلامي" الذي أدى إلى طقطقة البعض فوق فوق فوق ثم نزولهم على جدور رقبتهم.ـ

ما علينا... ـ

و بالوقت أصبحت قيمة الرزق مقترنة بالمعجزة و ليس بالعمل. و عليه، أصبح الفرق الوحيد بين "دولا و دوكهمن" (*) هو فقط في مستوى الدخل، مع تشابه أو حتى تطابق النمط الاستهلاكي للفريقين.ـ

(*) استمع إلى "دولا مين" لإمام و نجم، لترى أن "دولا" كما وصفهم الفاجومي كانوا –على الأقل نظرياً- الورد الحر البلدي، يصحى يفتح تصحى بلدي. و كانوا هم القوة و هم العز، و كانوا راضعين من أطهر بز.ـ

طبعاً، لست بحاجة لسرد النتائج: نأى الورد البلدي بنفسه عن الصحيان، و عن القوة و عن العز... ـ
و بسبب الفلوس اللي عمرها ما بتيجي و الإحساس الدائم بالانهزام الاجتماعي و الاقتصادي، نسي الورد البلدي نفسه في غياهب ميلودي هيتس و اقرأ الفضائية البرجوازيين (و كلاهما بالطبع يصل لهم بالوصلة أم 15 جنيه من عند الواد بتاع الدش اللي ع الناصية).ـ

آخره...ـ

ما يكدر صفو الحياة الميلودية "الصالحة الكاملة" أن قيمة العمل فطرة انسانية
مهما تكاسل الورد و بغض النظر عن أنماط من البشر تبدو و كأنها لا تعيش بـ/لـ مبدأ. (اقرأ "الحرية في الإسلام" و "العمل في الإسلام" لنشأت جعفر. له رؤية متطورة جداً في الموضوع)ـ
و بالتالي، تحقيق الذات و الإيمان بمبدأ و العيش من أجله سوف يتم حتى في حالة عدم وعي الأفراد بذلك. الفرق الوحيد، هو أنه في حالة عدم وعيك بأهمية قيم أو مبادئ معينة، سوف تبدأ تلقائياً في تبني قيم و مبادئ المجتمع و تعتبرها مهمة و تقوم بنقلها لذويك.ـ

الوقعة السودة حينما بدأ الأخوة دولا (الورد، العمال –سابقا) في البحث عن تحقيق هذه الذات و عن هذا المبدأ. تفتكر ليه؟ أيون! لأن كل مجهوداتهم تتم في نطاق النفير الإعلامي للأخوة دوكهمن.ـ

و إليك ما تمخض عنه أحد رواد الورد البلدي البولاقية في محاولة للتطور إلى عنصر
فاعل و منتج لأهل الحتة



خلال مشاهدتك، حاول أن تقارن ذلك العمل بـ:ـ

سيد درويش(أغنية: الحلوة دي): الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية

حياة صبري (أغنية: دة بقف مين اللي يألس على بنت مصر): اللي ماتكتبش و تقرا، الدجالين قالعين عينها

سيد درويش(أغنية: الحلوة دي): ياللي معاك المال، برده الفقير له رب كريم

حياة صبري (أغنية: دة بقف مين اللي يألس على بنت مصر): خليها دي حلقة في ودنك, من قبل ما تقري الفاتحة,
أول كلام تقوليه لابنك, وطنك مافيش زيه دحه



النص الكامل للمقال

سبيشيال ولا مخصوص

7.5.08 |


بقلم على باب الله


حضرتك ... سوبر لوكس , و لا سبيشيال , و لا مخصوص ؟

كنت أعتقد دوماً أن جميع مطاعم الكشري في مصر قد أتفقت في سرية تامة على تصنيف قائمة أطباقها بشكل موحد ... على ألا تخرج أسماء الأطباق عن .. الطبق السوبر لوكس و هو في الغلب الطبق الأكبر حجماً في القائمة .... ثم يليه الطبق السبيشيال ( تُنطق زبيشيال ), و أخيراً الطبق المخصوص و هو في الغالب أصغر أطباق القائمة

بنفس الكيفية الكشرية .... قرر المشرع المصري و هو يصيغ القوانين أن يصنف الأديان تصنيفاً من الدين الأعلى إلى الدين الأدنى .. نعم, فالقانون المصري - و صدق أو لا تصدق - يصنف الأديان

القانون المصري كبداية ... لا يعترف إلا بالأديان السماوية الثلاث فقط ( الإسلام و المسيحية و اليهودية ) و لا يعترف بما سواهم من أديان إطلاقاً
هي - و بكل بساطة - لا وجود لها بالنسبة للمشرع المصري

و لقد قام المشرع المصري بتصنيفهم من الدين الأعلى إلى الدين الأدنى وفق هذا الترتيب

الدين الإسلامي ( و هو الدين الأعلى ) ... ثم الدين المسيحي ... ثم يأتي ( الدين الأدنى ) و هو الدين اليهودي

طبعاً سنحاول جاهدين أن نتخطي فكرة أن هذا شيء خارج عن إختصاصه , فليس من شأن القانون الوضعي أن يصنف الأديان وفق ترتيب معين .. حتى أن فكرة تصنيف الأديان في حد ذاتها قد تبدو فكرة سخيفة عديمة الجدوى و الهدف
سنتخطي هذه الفكرة البديهية ... و سنحاول أن نتعايش مع الموقف

و قد يسأل أحدهم قائلاً : و ماذا في ذلك ؟ ... دعه يصنف كما يشاء .. هذا لن يؤخر أو يقدم أي شيء على أيه حال

حسناً .. تخيل معي هذا السيناريو

- زوج مسلم و زوجته المسلمة ... يريدان أن يحصلا على الطلاق
الزوجان لديهما ابن قاصر ... فلنتخيل أن هذا الإبن لديه من العمر أربعة أعوام فقط
في هذه الحالة يكون من حق الزوجة أن تحصل على حق حضانة الطفل .. شيء طبيعي و عادي جداً

إلى هنا .. لا توجد مشكلة

لكن دعنا نتخيل سيناريو آخر للأحداث

- زوج مسلم .. و زوجته مسيحية ( هذه حالة يسمح بها القانون ) ... يريدان أن يحصلا على الطلاق
لديهما من الأبناء ابن لديه من العمر أربعة أعوام
!! في هذه الحالة تََُحرم الأم من حق حضانة الطفل ... و تذهب حضانته إلى الأب

و ذلك لأنه في حالة الزوجين مختلفي الديانة تذهب حضانة الطفل إلي الزوج صاحب الديانة الأعلى .. حتى و إن توافرت شروط الحضانة للزوجة

حسناً .. لدينا هنا مشكلة
لدينا موقف قضائي واحد في الحالتين السابقتين .. و لدينا حكمان مختلفان .. يختلفان بإختلاف ديانة أحد المتنازعين

و لدينا هنا أيضاً شيء أسمه ( العقاب على الهوية ) لأن القانون هنا يعاقب الزوجة المسيحية ( أو غير المسلمة ) بدون ذنب إقترفته
يعاقبها فقط على هويتها ... فيحرمها من ذات الحق الذي يمنحه لزوجة أخرى مسلمة ( و هو حق حضانة الطفل ) في نفس الموقف القانوني

و هي كارثة قانونية و تمييز ديني يُمارس على مستوى الدولة ذاتها

-----

لست متعاطفاً مع دين معين ضد الآخر ... و لا متحاملاً على دين محدد دوناً عن بقية الأديان
و لكني فقط أريد أن يقف المصريين جميعاً أمام القانون سواء , بغض النظر عن جنسهم أو هويتهم أو دينهم أو عرقهم
لا يُعقل أن تكون شهادة القاضية ( المرأة ) – عندما تدلي بشهادتها أمام المحكمة - مساوية فقط لنصف شهادة حاجب المحكمة ( الرجل ) .. لا يُعقل ؟
لا يُعقل أن يتم عقاب الزوجة غير المسلمة بدون ذنب أقترفته ؟
أريد أن تبدأ الدولة حملة لإصلاح قونينها بما يتماشي مع حقوق الإنسان
أريد قانونا وضعيا أكثر عدلاً


النص الكامل للمقال

مين طفى النور؟

6.5.08 |


بقلم حفصة


في البدء كانت الازياء الدالة على الثقافة الشخصية للمرتدي, بداية من مستواه الاجتماعي الى الثقافي الى المادي, و لكنهم جميعا ينبثقوا من المخزون العريق لكل حضارة نبعت من ارض اصحابها

فلدينا الساري الهندي و الكيمونو الياباني و الشالوار كميز الباكستاني و البنجابي درس (من البنجاب طبعا)، كل هذا يمثل الشرق الاقصى الاسيوي.. ثم لدينا الثوب الملفوف السوداني و اللعباءة الحريرية الرائعة المغربية و القفطان التونسي الجميل و من شمال الجزيرة العربية لدينا الثوب الفلسطيني الرائع بتطريزاته و تميز كل منطقة عن الاخرى, و هناك بالطبع ما يقابله من اثواب جميلة فضفاضة و مشغولة لبنانية كانت او سورية.

و مصر تأتي في شكل الثوب التقليدي ذو الاكمام الواسعة و المزركشات الباهية التي تتوج حلاوة الفستان و بساطته..
من جميلات سيناء لفاتنات الواحات البحرية و سيوة
من بساطة النوبية لانفتاح البحرية الجريئة.

حتى سيدات الجزيرة العربية اشتهرن باثوابهن المزركشة و اللامعة مع ما يحليها من مشغولات فضية و ذهبية توضع على الراس او حول الاعناق أو تلتف حول الساعدين و الرسغين.

و حتى مع تطور الكثير من هذه الحضارات و ارتداء بما يسمى الكاجوال او ما يفترض انه عولمة في الازياء, فرضت كل ثقافة ما يناسبها و تركت كل ما لا يناسبها.. فاصبح العادي ان ترى مصرية و يابانية و هندية يرتدين الجينز و بلوزة و جزمة باليرينا لكن ما تزال هذه مصرية و هذه يابانية و هذه هندية, فكل منهن قد اضافت ما يميزها. بصرف النظر عن كون الشكل و تباين الخلقة حيظهر الفرق, لكن أنا اتكلم عن المظهر الملبسي.

الى ان اتى ما اسميه ب"عولمة الحجاب و النقاب" بين جميع خلق الله، فتم مسح كل ما يميز فتاة عن الاخرى و ظهر ما يجعل الجميع كانهن مشتركات في جيش الرب/قسم الستات، فما هذا؟؟؟

اقول هذا بناءا على واقع مشاهداتي التي تحدث في الشارع القطري الحالي..

المفترض ان الدوحة هي عاصمة من الممكن ان توصف بانها كوزموبوليتانية الهوى, و ذلك لتواجد العديد و العديد من الثقافات و الديانات و الجنسيات المختلفة من اقصى غرب الارض لشرقها و من اعلى شمالها لأبعد جنوبها. فمن الهند و الباكستان و الفلبين و ماليزيا، الى امريكا و اغلب دول اوروبا و كل الدول العربية مجتمعة و تركيا. و من مجاهل افريقيا و اقاصي غابات الامازون لابعد اقاليم الصين و منشوريا مرورا بآسيا الوسطى و كل ما ينتهي ب ستان.. و من الديانات ، فحدث و لا حرج، من اسلامي بفرقه المتباينة الى المسيحية بفروعها المتعددة و اليهودية ايضا للبوذية و الزرداشتية و اللادينية و كل ما يطيب لك من خاطر

قديما وحتى مع انغلاق البلد وقتها كانت نظرة واحدة للشخص الماثل امامك كفيلة لكي تعرف أي جنسية هو او هي. كانت كل جنسية متمسكة بما يبينها من عادات تظهر في الملبس نوعا ما و بعدها في الماكل و المشرب.

الان اتحسر على هذا التميز العالمي التي كانت عليه قطر, و كله بسبب هذه الهوجة في تأسلم الملبس بالنسبة للسيدات و الرجال, لكن كالعادة في السيدات اكثر. اذهب في عدة مشاوير فأرى انني اجلس مع جماعات متخالطة من البشر لكني غيرقادرة على تحديد هوية المرأة الجالسة امامي او جانبي.

اذهب للمستشفى لميعاد مع الدكتور فأرى واحدة مقنعة بنقاب يخفي ملامحها و كل ما تلبسه يدل على توهبن(من وهابي) فكرها، لكن من هي؟؟ لا اعرف. ممكن بالصدفة اعرف انها سودانية ، لكن للاسف تنازلت عن زيها السوداني المشهور بزهاوة ألوانه و لفته الجميلة، او انها باكستانية لكنها هي ايضا تخلت عن زيها الجميل العملي و الانثوي في نفس الوقت، فهو بنطال يتيح لها حرية الحركة و بلوزة طويلة للركبة و كل هذا موشى بتطريزات باهية جميلة و فنون رسومات مبهجة للعين.. لكن لا، حل مكانهم السواد و حلت بدلا منهم العباية الفضفاضة و النقاب الذي يخفي البندي الهندية التي توضع على جبهة الهندية و الباكستانية كرمز للجمال و نوعا من الحلي.

اتمشى في شارع الذي يقع فيه البيت.. من الخلف ارى فتاة مفترض انها محجبة و تلبس جينزا ضيقا جدا و فوقه بدي متفزر عليها و لأن هناك طرحة ، اعتقد انها مصرية او فلسطينية ممن طوروا الحجاب لاقصى حدود التطوير فانتهى بهم الامر اكثر خلاعة من التي لم ترتديه، لكن افاجا بأنها ليست الا هندية او باكستانية على اقل تقدير، فما هذا، اين الهوية الثقافية؟

اذهب لمحل ديكورات منزلية، اتفقد ما على الارفف.. بجانبي جسم ضئيل لا ارى منه الا جانب واحد و لا اهتم بمعرفة نوع الجنسية، لكن من الهيئة الخارجية لجسم صغير متناسق، و بلوزة ظريفة و حجابا انيقا اتوقع انها لبنانية محجبة روشة حبتين، تلتفت فقط لاتفاجأ مرة اخرى انها فلبينية تحجبت وتنازلت عن ملبسها هي الاخرى.

دعونا نتخيل و لو للحظة ماذا سوف يحدث لو ان جميع البشريات قد تنازلن عن زيهن التراثي الجميل, و تنازلن ايضا عن الزي العصري الحديث الملئ بالالوان و الاصناف المتنوعة من موضات متباينة و قصات مختلفة و عالم اخر يتفنن فيه المبدعون.. دعونا نتخيل انه في لحظة غشماء تنازلت كل نساء الارض عن هويتهن الملبسية و ارتدين نفس الزي، ذلك الزي القاتم، الفضفاض غير معلوم الملامح, الزي الموحد غير الناطق باسم أي شخصية، الخافي لجميع الدلالات الانثوية, القابض على ارواح اللابسات في جحيم الصيف و مبرد عليهن في الشتاء و المحتفظ بجميع انواع و صنوفات الروائح, المقبول منها و غير المقبول.

لقد تخيلت، و فوجعت، فماذا عنك يا سليل جميع الحضارات من شرقها و غربها، هل ترضى لحضارتك و تراثك الجميل ان يفنى؟؟





النص الكامل للمقال

العلمانية هي الحل و لكن ما هي الوسيلة؟

5.5.08 |


بقلم عم مينا

كتبت في مقالة قبل كده ان العلمانية هي الحل و قلت بعض الأسباب اللي بسببها بشوف انه لا يوجد سبيل لتقدم أي دولة إلا بتطبيق نظام علماني ديمقراطي, بمعنى ان يكون هذا النظام مبني على تعددية حزبية حقيقية تهدف إلى تداول فعلي للسلطة و ألا يتم تطبيقه بنائاً على شريعة دينية محددة, بل يجب أن يستند على قوانين مدنية صريحة

في الحقيقة كتير من المثقفين مؤمنين بإن العلمانية هي الحل و لكنهم منقسمين على الوسيلة لتحقيقها.

للأسف معظم المثقفين في هذا البلد جتلهم العدوة من أغلبية الشعب في حبهم للكسل.. فبدل ما يبحثوا عن حل لنهضة هذه الأمة قرروا ان الحل هو في انتظار المهدي المنتظر أو البطل الخارق اللي هيجي و هيغير كل حاجة و هتأتي على ايده كل الحلول. بمعني تاني, هم في انتظار أتاتورك آخر يقوم بتغيير شكل البلد زي ما حصل في تركيا اللي انتقلت على يد أتاتورك من الإمبراطورية العثمانية إلى جمهورية تركيا العلمانية. ولكن هل هو ده الحل فعلاَ؟

لو شفنا اللي بيحصل في تركيا انهاردة هنلاقي ان علمانيتهم في خطر و ده سببه ان الشعب التركي قد انتخب حكومة لها مرجعية دينية, واللي بدورها رشحت رئيس جمهورية يحمل نفس الفكر. صحيح هؤلاء وعدوا بالحفاظ علي الهوية العلمانية للدولة و لكن السؤال هو: لماذا ينتخب الأتراك أشخاص لديهم مرجعية دينية في الوقت اللي همَا شايفين فيه النقلة الحضارية اللي انتقلت لها بلدهم في ظل النظام العلماني؟ السبب الرئيسي لذلك هو ان الأتراك لم يختاروا العلمانية و لكن العلمانية هي اللي اختارتهم.. فهم لم يسعوا اليها و لكنها جاتلهم علي يد أتاتورك دون أن يبذلوا أي مجهود.

اذا كنا نريد نظام علماني حقيقي في مصر، نظام قوي يدوم طويلاً و لا يتم الانقلاب عليه من قبل الشعب في أول فرصة ممكنة، فيجب أن يكون الشعب هو من اختار هذا النظام, و علشان يحصل ده مفيش غير وسيلة واحدة: التعليم ثم التعليم ثم التعليم!!

التعليم هو الوسيلة للنهوض بهذه الأمة، فأمة بلا علم هي أمة بلا مستقبل. فكيف تطلب من شعب أن يتفهم معنى و مميزات الدولة العلمانية اذا كان نص هذا الشعب جاهل و أغلبية النص الآخر يحصل على ما يسمى بالتعليم الحكومي أو التعليم المجاني الي بيخرجلنا كل سنة أشخاص اتعودوا على الحفظ و ليس على التفكير. فهموهم في المدرسة ان فيه اجابة واحدة صح لكل سؤال و لو غيرت كلمة واحدة في الإجابة دي تبقي غلط و انه مش من حق الطالب انه يحاول أنه يبتكر. ده طبعاً غير المناهج اللي بتحض على كراهية الآخر و حصص الدين اللي بتقسم الطلاب الي قسمين من وهمَ عندهم ٧ سنين.. يبقى العيل لسة مش فاهم حاجة في الدنيا و نبتدي نقوله ان المسلمين حاجة و المسيحيين حاجة تانية.

ازاي منتظرين من واحد مر بكل ده في الوقت الرئيسي لنمو عقله و شخصيته أنه يتقبل العلمانية؟
ازاي يرفض الدولة الدينية صاحبة الرأي الأوحد في كل شيء و هو اتعود من صغره ان كل سؤال له اجابة واحدة؟

ازاي يؤمن بمبادئ العلمانية اللي بتركز على ان كل المواطنين سواسية أمام الدولة بينما هو اتربى على تقسيم التلاميذ على الفصول على حسب ديانتهم؟

اذا كنتم تريدون تطوير هذا البلد و توجيهه نحوالعلمانية فابدأوا بتطوير التعليم, فليس هناك وسيلة اخرى


النص الكامل للمقال

كوني جميلة و لا تصمتي

4.5.08 |


بقلم باندورا

جرى العرف على ان الراجل دايما ينجذب للمرأه الذكية الجميلة و اللي شخصيتها قوية, لكن و قت الزواج تلاقي العكس تماما هو اللي بيحصل.. الراجل وقتها بيدور على زوجه هادية مطيعة, و ياحبذا بقى لو تكون جميلة, يبقى كده ميه ميه

لوقتنا هذا انا مش قادرة استوعب نظرية مثلث الرعب دي, و مثلث الرعب بالنسبه للراجل هو:
الجمال - الذكاء - قوه الشخصية
طب ليه انت متحبش الجمال و الذكاء و القوة, و تتجوز الجمال و الذكاء و القوة برضه؟ و ايه التناقض في ده؟
ليه عاوز واحدة غلبانة تغلب في بيتك غلب على غلبها و تجيب عيال غلبانين تشربهم غلبها و تبقى عيشتكم غلب فى غلب؟
و ايه الفكرة في ان الزوجة يجب ان تكون جميلة و تصمت؟

الجمال مسيره زايل, و لما يروح الجمال هيبقى الغباء. و طبعا هتبدأ تبص بره, و ده انا شايفاه اصبح العادي يعني, و احيانا بدون أي اسباب منطقية. بقى عرف برضه. حتى لو الزوجة كانت فيها كل مواصفات فتاة الاحلام لازم الراجل يسرق لحظات من المتعة المحرمة على سبيل كسر الملل يعني, و ده بالفعل اصبح بيحصل كتير جدا, و بيكونوا احيانا عرسان جداد! و بندهش لما اقابل حد من ازواج صديقاتي و هو مقضيها بره مع صاحبته و سايب الغلبانة التانية مهدود حيلها بين عيال و تنضيف و كسب رضا امه اللي مبترضاش و مش هترضى الا لو كسرت نفسها و حبست دمها

طب ايه؟ ايه؟ ايـــــه بقى؟

انا زمان كانت ليا تجربة من افشل عشر تجارب في الجمهورية.. كنت بحب شخصية على النقيض تماما من شخصيتي, بس كانت قصة فعلا مشتعلة. و طبعا لما جه وقت تتويجها بالزواج جبناها يمين جبناها شمال منفعش, و كانت وجهه نظره انه مش هينفع يحط فى بيته واحده ثورجية! و تحت كلمة "يحط" دي انا حطيت ميت خط.. ده بالطبع غير ان امه كان لازم تحددلي مستقبلي, و ابن خاله جوز بنت عم امه يتدخل في كل كبيرة و صغيرة, و عالم داخلة في حياتي و عالم خارجة من حياتي, و حياتي و قصتي معاه بقت مشاع, مش بستغرب لو عم ابراهيم بتاع الفول جه ادلى برأيه فيها!

في النهاية
رفضت الخضوع

و عشنا اسود أ يام حياتنا.. فعلا كانت فتره عصيبة. كنت تعبانة و مجروحة وكل ماصحى من النوم افتكر انى مش هشوفه و اننا خلاص, احس ان الدنيا بتضيق عليا و تخنقني ...و صممت..و صمم ..و كل واحد مشي فى طريق

في الاول قاطعنا بعض خالص إلا من المراسيل وهما صحابنا المشتركين, و بعد ما بقى وضعنا غير حساس بقينا نتصل نتطمن على بعض كل فترة. و الى الآن برغم مرور عشر سنين على الواقعة دي ساعات كتير لما بيشكيلي و يقولي نرجع بستغرب اوي! بعد ايه و ليه تشوه احساسنا ببعض و بعدين بعد ده كله تقول نرجع؟ وعاوزنا نرجع زى زمان, قول للزمان ارجع يا زمان.. و بينى و بين نفسي أقول طب مانت اللي عملت كده, ليه لازم تتجوز واحدة تسلعها و تهمش شخصيتها؟ و يعني ايه المركب اللى فيها ريسين تغرق؟ و ليه عذبت نفسك و عذبتني؟ .ليه يبقى قدامنا فرصة نبني حياتنا مع بعض و نحترم عقليات بعض و نقرر كل حاجه مع بعض, و تختار الطريق اللي انت من وجهة نظرك شايفه اسهل؟ و الغريبة انه آه عاوزنا نرجع, بس بعد العمر ده كله اللي فى دماغه فى دماغه.. لازم أدوّب شخصيتي في شخصيته و يبقى الآمر الناهي, و ألبس بمزاجه و أخرج بمزاجه و أفكر بدماغه!..مفيش فايدة

ليه كل يوم قصة زي دي بتحصل؟..ليه كل يوم اتنين بيحبوا بعض اوي بيقرروا وأد قصة حبهم عشان هي من وجهة نظره كونها بتفكر دي سفالة و انحطاط و تحرر زايد؟ و لحد امتى هنعيش بشخصيتين؟ لحد امتى هنستسهل الخيانة و الغباء بحجه ان كده احسن بلا وجع دماغ؟.. و ليه انكتب على المرأة الذكية اللى ليها شخصيتها المستقلة انها تظل قابعة في الظل, منتظرة فرصة للخروج الى النور, و يا تلعب دور المرأة الأخرى يا ترتبط بشخص يحاول كسر انفها, وإلا فعليها لعنة الفلاح على رأي يوسف بك وهبي

الناس امتى هتفكر بمخها مش بمخ صحابنا بتوع العصور الوسطى؟ والبنات امتى هتتمسك بمبادئها و متغيرهاش و تتنازل لمجرد انها نفسها تكون زوجة و أم و أهو ضل راجل و لا ضل شجرة ..

آدي اللي كل يوم بشوفه.. و يا خوفى م اللي لسه مشفتوش


النص الكامل للمقال

أحزان أمير المؤمنين

3.5.08 |



بقلم د. إياد حرفوش

إهداء

إلى أرواح العظماء في التاريخ الإسلامي ، الكبار الأوائل اللذين فهموا الإسلام كعقيدة متجددة قوامها الإجتهاد و مراعاة مقتضى الحال، إلى روح الفاروق عمر بن الخطاب ، الخليفة الثاني الذي أضاءت اجتهاداته الطريق أمام المسلمين و إن كان أكثرهم لم يتبعوه ، و إلى روح علي بن أبي طالب ، إمام المتقين الذي كان فيلسوف الأمة و حكيمها و فقيهها الذي لا يبارى ، إلى أرواحهم الطاهرة ، أهدي بكل التواضع أمام شخوصهم الكريمة و تاريخهم الوضيء ، هذا العمل الروائي البسيط


-------------------------
تنويه

هذا العمل الروائي ، و برغم كونه من الناحية القصصية و الدرامية محض خيال من كاتبه ، إلا أن جميع الوقائع و الأحداث التاريخية و النصوص الدينية و التراثية المنقولة فيه حقيقية ، قد نختلف في صحتها أو صحة نسبتها لأصحابها ، لكن ما نؤكده ، أنها جميعا من تاريخنا الإسلامي و تراثنا الذي تحفظه لنا أمهات الكتب
--------------------------

الفصل الأول

(1)
الزمان هو القرن السابع الميلادي، و المكان ، هو بقعة صحراوية منبسطة تقع خارج قرية النهروان بسواد العراق ، فيما بين بغداد و حلوان، و نحن في النزع الأخير من ليلة صيفية قائظة، رمال الصحراء ممتدة ككآبة الليل ، لتضيف على الجثث الممتدة على امتداد النظر كآبة فوق كآبتها ، مشهد ينقبض منه الصدر و كآبة بلا حدود ، رياح صيفية قائظة تدور مثيرة رمال الصحراء ، كأنها تنعي الصرعى بينما تمزج الرمال بدمائهم المتخثرة، ثلاثة آلاف ما بين فارس و راجل ، مجندلين في الرمال، و سيماهم رؤوس حليقة و لحى شعثاء غبراء كهيئة الرهبان.

لا يوجد بالمشهد الدامي من الأحياء إلا كائنين ، يبدوان على البعد كخيالين ،أما الأول، فخيال لإنسان يجلس على صخرة ، مستندا برأسه على كفيه ، و ثانيهما لحصان هذا الفارس الذي يجول حوله مطلق العنان، كأنه يرعى فارسه ، أو لعله ينشد الأمان بجوار الفارس وسط رائحة الموت التي أحاطت بكل شيء، و من بين نجوم الصحراء المتألقة ، يظهر مارج من نار، نار تتحرك في كبد الصحراء، و تقترب شعلة النور و النار ، يحملها راجلٌ ممتليء القوام ، فتضيء المشهد مقتربة من الفارس الذي يمتطي الصخرة ، فيظهر لنا فارسا في نهايات العقد الخامس من العمر ، وسيم الملامح ، واسع الجبهة ، نافذ العينين، له لحية مهذبة رصع الشيب جوانبها، حتى و هو جالس بهذا الوضع الجنيني ، تشي هيئته بفارس متين البنيان ، مجدول الذراعين ، بارز الصدر، مكين القوة، ربعة بين الطول و القصر، و بجواره يقبع سيف شديد التميز و التباين عن غيره من الأسياف ، سيف ينشق عند نهايته لتصبح له ذؤابتين حادتين، ذؤابتان لطالما خاف مذاقهما الأبطال و المغاوير، و سيف بهذه الصفة لابد أنه السيف الذي أطاح بعنق "عمرو بن ود" جبار الجاهلية، سيف عرفه التاريخ باسم "ذو الفقار" في زمان كان فيه للسيوف و الخيول أسماء و أنساب، و لكن ... لو كان هذا هو ذو الفقار ، فالفارس بجانبه لابد أنه صاحبه ؟!!

و يقطع صوت القادم بالنور الشك باليقين و هو يضع يده على كتف الفارس الجالس من خلف قائلا:
 السلام عليكم يا أمير المؤمنين

إذن فهو الأمير! هو الأمير شرفا و الأمير نبلا و الأمير صهرا ! هو من قال واصفا ذاته يوماً " ليحبني أقوام حتى يدخلوا النار في حبي ، و ليبغضني أقوام حتى يدخلوا النار في بغضي" ، هو أول من دان بدين الإسلام من الذكور! ابن عم نبي الإسلام و ربيبه و صهره! رابع الراشدين و إمام المتقين ! هو أسد الله الغالب ... علي بن أبي طالب

و لكن ، ما بال أمير المؤمنين يجلس بهذه البيداء وحيدا؟!!

يلتفت فارسنا لفتة خفيفة برأسه و هو يرد قائلا
و عليك السلام أبا زيد

أتلك جلسة من أيده الله بالنصر يا علي؟

يبتسم علي ابتسامة كأنها تقلص من ألم ، قائلا:
الحمد لله من قبل و من بعد، يا أبازيد، أترى لو أنك دخلت بيتك، فوجدت ولدا لك قد قتل أخا له، و وقف بالسيف مشهرا فوق رؤوس البقية من إخوته ، يهم أن يفتك بهم ، فنهرته و لم ينتهر، و زجرته فلم يزدجر، فرأيت لو تركته فاتك بهم لا محالة ، فسللت سيفك و علوته به فأرديته قتيلاً ، أتراك تبيت ليلتك تلك في فراشك هانئاً؟ أفلا تتميز كمداً على القتيلين ، من مات بسيف أخيه و من مات بسيفك؟ فهذا هو حالي مع هؤلاء التعساء

نعم هم التعساء أيها الامير ، و لقد حفظت الأمة و خلصت الناس بقتلهم و اجتثاث شأفتهم

لا

لا؟؟ كيف و قد اجتمعوا لك بالنهروان فما تخلف منهم الا الشذرات؟ و قد أفنينا منهم في بياض النهار كل راجل و راكب؟

بل صدق رسول الله ، الشطط و التنطع آفة ولدت لتبقى ، فهم في أصلاب الرجال و أرحام النساء إلى يوم الدين

أهكذا حدث الرسول؟

ألم تسمع بخبر عن رسول الله حين قال " يخرج قوم من أمتي سفهاء الأحلام أحداث الأسنان يقولون من خير قول الناس، يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، هم شر الخلق، فطوبى لمن قتلهم أو قتلوه" ؟ ألم تعرف أنه صلوات الله عليه وصفهم بصفتهم تلك التي تراهم مجندلين عليها؟ أحداث الأعمار ، يجيدون الحديث و لا يجيدون فعلاً ، يشددون على الناس، و يستحلون دماءهم، يكثرون من العبادة و لا تفيدهم عبادتهم بغير تقوى، و الله لقد سمعت منه حتى صفة جلود رؤوسهم و غبرة لحاهم

نعم يا علي ، سمعته كما سمعته أنت ، و لكنني ما ربطته بهؤلاء الخوارج الا الساعة ، الحمد لله الذي مكن منهم ، لكني بعد لم أعي عنك ما يحزنك؟ و كيف فطنت لأنهم باقون بعد يومهم هذا؟

ألم يصفهم الرسول بأنهم شر الخلق؟ و ألم يصف قاتلي الذي يضرب رأسي فتخضب دمائي لحيتي بأنه أشقى الآخرين؟ فقاتلي من هؤلاء لا ريب يا أبا زيد

شرار الناس كثر يا علي

يلتفت علي لمحدثه مرة ثانية و يهم بالكلام ، يقطع صمت الصحراء رنين لا يتناسب معها ، فهو رنين لا يناسب هذا الزمان، فهو رنين آلة ، رنين ... رنين ... رنين



(2)
يتلاشى مشهد الصحراء ، و يحل محله مشهد الستائر ذات الرسوم الفرنسية يتخللها ضوء الصباح ، يفرك الدكتور "علي الإمام" جبهته من أثر النقلة الزمنية الحادة من القرن السابع للقرن الحادي و العشرين، ثم يحرك رأسه يمنة و يسرة ليصدر صوتا خافتا من طقطقة فقرات عنقه ، يمد يده و هو ينهض من رقاده على علبة سجائره و قداحته ، و مع النفس الأول، يتردد برأسه الحديث النبوي الذي يحفظه بصوت كصوت علي الذي رآه بالنوم منذ لحظات ، شباب صغار الأعمار ، كثيري التعبد قليلي الفهم لما يقرأون من القرآن و العلم ، عظيمي اللحى محلقي الرؤوس، صدقت أمير المؤمنين ، هم ما زالوا ينزفون كالصديد من أصلاب الرجال و أرحام النساء حتى أفسدوا دنيانا علينا

قام علي إلى الحمام ليغتسل ، و مع انحناءته فوق الحوض ، تدلت من عنقه قلادة تحمل شكلاً مألوفا تحدثنا عنه منذ قليل ، قلادة من فضة على هيئة سيف .... ذي ذؤابتين ... قلادة ذو الفقار



(3)
علي الإمام ، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب ، جامعة القاهرة، و الحاصل على الدكتوراة من جامعة شيفلد في التاريخ الإسلامي ، في الأربعين من عمره ، وخط الشيب فوديه و لحيته الصغيرة بشعيرات بيضاء منتثرة يمينا و يسارا، أعزب حتى هذه السن ، ليس لاضراب عمدي عن الزواج ، و لكنه لبث ينتظر المادونا الالهية التي تهبط من السماء ، حاملة لكل ما يحب من صفات ، حلم مراهقة لم يتمكن من الخلاص منه أبداً حتى وصل لمنتصف الثلاثينات ، عندها قرر أنه من العبث أن يتزوج بعد كل هذا الانتظار من أي بنت حلال حتى يرزق منها بأطفال ، مات والده ، الشريف "عزمي الإمام" و هو راض عن ولده في غير هذا الموضوع ، فقد كان دائما يقول له معاتباً

أنت بتقطع فرع من الدوحة الكريمة باضرابك عن الزواج ، بتقلل النسل الباقي من عترة الرسول في الأرض، انت ابني وحيدي، ربنا أراد كده ، و ما عاش لنا من الذكور أنا و والدتك غيرك، بس ده كان قدر، لكن انت بتقلل دوحة النبوة باختيارك

يا مولانا دوحة النبوة انكمشت من 14 قرن في كربلاء، و لولا أن ربنا اراد الحياة لسيدنا "علي زين العابدين" لما كانت هناك دوحة باقية من نسل الزهراء و إمام المتقين ، هاتسيب يزيد بن معاوية ، و شمر بن ذي الجوشن ، و زياد بن أبيه و تتهمني أنا بتقليص دوحة النبوة؟ بذمتك مش ده حرام؟ و لا علشان ماليش جيش يعني؟

و انا هاخد حق و لا باطل معاك؟ ما أنا خلفت سقراط المصري و أنا مش واخد بالي

كان والده يمنحه هذا اللقب منذ مراهقته حين بدت عليه إمارات الذكاء و النجابة في شكل حضور ذهن و فراسة طاغيين ، جعلاه مجادلا لا يبارى ، ثم مات والده الحبيب و أعقبته والدته الشريفة "رحيمة الشريف" بعام واحد ، ليصبح علي وحيدا بهذه الشقة الرحبة التي تطل على نيل القاهرة، حتى طلقت أخته "عزة" و انضمت له في معزلهما هذا كما كانا يسمياه ، و على هذا فالدكتور "علي الامام" ينتمي للأشراف من الجهتين، و له شهادة باسمه تفيد بانتسابه للأشراف ممهورة بخاتم نقابة أشراف مصر، و معلقة في الصالون العتيق ، وحيدة مع شهادات والديه و اخوته، بينما باقي شهاداته العلمية في غرفة مكتبه ، حين كان يسأل عن سبب فصلها كان يقول:
هذه لا فضل لي فيها و لا عمل ، هذا بفرض صحتها ، و هذا أمر ليس بالامكان أن أجزم به و لا بعكسه


النص الكامل للمقال

هو رجلٌ مصريٌ نبيل

2.5.08 |


بقلم إيجي أناتوميست

سلامة موسى هو اختصارا رجل أفنى حياته يقرأ ويفكر ويتأمل ثم ينقل خلاصة ما فهمه لأبناء شعبه من المصريين.

هو اختصارا رجل ساءته أحوالنا المتدهورة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فوهب نفسه لأن يدعو لتغيير هذه الأحوال واصفا الطريق والدواء

هو اختصارا رجل أحزنه كوننا خاضعين للاحتلال (ولد ونشأ موسى تحت الاحتلال الانجليزي) وأفجعه كوننا تابعين للقوى العظمى تقرر مصائرنا وأدهشته استكانتا لهذه الأوضاع بل وهروبنا للماضي لنهرب من مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

هو اختصارا رجل علم أننا لن تقوم لنا قائمة ولن نكون أحرارا كرماء إلا عندما نتحرر من الجهل والتخلف وسيطرة الخرافات على أذهاننا.

هو اختصارا رجل أيقن أن العلم الحديث والتكنولوجيا والثقافة والفكر الحر ليسوا جميعا منتجات غربية وإنما هي منتجات إنسانية أولا وأخيرا. بقدر ما كان تقدم المسلمين العلمي في العصور الوسطى منتجا إنسانيا أيضا استفادت منه الحضارة البشرية بأسرها.

هو اختصارا رجل قرأ كما لم يقرأ أحد من قبله. تعلم كما لم يتعلم أحد من قبله رغم عدم حصوله على أية شهادات أكاديمية سابقا بذلك شهرة العقاد الذي لم يتعلم أكاديميا أيضا. هو رجل لم تكن له غاية أو أيديولوجية سوى حب الوطن ووجه الحقيقة.

هو رجل آمن في قدرة مصر وأبناءها على خلق حضارة جديدة أعظم من الفرعونية التي شيدها أجدادنا. هو رجل اعتاد أن يصدق في "العبقرية المصرية ولكن دون أن ينزلق في فخاخ الشوفينية والتعصب القومي.

هو رجل عرف يقينا أن لا صلاح لحال بلدنا إلا بعنصري الأمة في مساواة وتناغم. وعنصري الأمة ليس المقصود بهما المسلمين والمسيحيين. بل المقصود بهما الذكر والأنثى أو الرجل والمرأة.

هو رجل دعا دعاء حارا إلى تثقيف المرأة وترفيع مستواها الفكري والثقافي حتى ينصلح حال المجتمع بأسره وتخرج مصر من بوتقة التخلف. دعا إلى إشراكها في التنمية كطرف كامل العضوية وليس انتسابا وتفضلا.

هو رجل آمن بسماحة جميع الأديان وانفتاحها وكتب عن الدور التقدمي المؤثر الذي قامت به الأديان في ترقية شعور الإنسان وإعداده لمواجهة الموت وما بعده.

هو رجل كتب عشرات الكتب والمقالات وعلم ونور عقول مئات المثقفين والطلاب.

هو رائد الكتابة السهلة المباشرة الواضحة العميقة في عشرات المواضيع التي يحتاج التبحر في إحداها لعمر كامل. فكيف أحاط بها جميعا ذلك الموسوعي المعرفة؟ كَتَبَ في علم النفس، السياسة، الاقتصاد، التاريخ، الأحياء، الأدب، وغيرهم كثير.

إقرأ ماذا يقول سلامة عن شروط الرجل المثقف في كتابه المذهل "محاولات". يقول: [.. شرطان للمثقف لا بد منهما. الأول: أن تتصل ثقافته بالمجتمع بحيث يربط تفكيره كله واهتمامه كله بما ينفع هذا المجتمع ويرقى بأفراده. والشرط الثاني: أن يطلب الشمول والعموم لا التخصص. وليس في هذا إنكار لقيمة التخصص الذي يحتاج إليه عصرنا. ولكن يجب على المتخصص ألا يكون دارسا فقط وإنما يكون مثقفا إذا خرج من تخصصه المحدود إلى الشمول والعموم............... والمثقفون قليلون في كل عصر، لأن الذين يستطيعون استغلال العمر القصير كي يصلوا إلى النظرة الشاملة قليلون.]

كتب موسى ما يزيد عن الخمسين كتابا من أهمهم: أحلام الفلاسفة، حرية الفكر، أسرار النفس، نظرية التطور، ما هي النهضة، مصر أصل الحضارة، الشخصية الناجعة، حرية العقل في مصر، التثقيف الذاتي، عقلي وعقلك، تربية سلامة موسى، هؤلاء علموني، الإنسان قمة التطور، وغيرهم.

إقرأ سلامة موسى – على ضمانتي – لتصبح شخصا آخر: أفضل، أشرف، أقوى، أكثر فهما وعقلا وعلما و نبلا.

سلامة موسى اختصارا هو رجل مصري نبيل


النص الكامل للمقال

حلفتلها ميت أمين إني ما أعرفش قاسم يمين

1.5.08 |


بقلم فانتازيا


تمر ذكرى محرر المرأة قاسم أمين من سكات. طبعا من سكات, هو حد عارف سي قاسم ده يطلع مين؟ جرب تسأل واحدة طالبة جامعة لذيذة كدة وقولها يا شاطرة إنتي تعرفي قاسم أمين؟ وحسب الطبقة الإجتماعية اللي بتنتمي ليها بقى.. وانت وحظك

يا إما هتفتكرك بتعاكس, وتقولك "قاسم دا مين يادلعدي؟".. يا إما هتقولك "أسمع عنه".. يا إما هتقولك "طبعا, أعرفه". لكن جرب تسألها طب هو عمل إيه ولا كتب إيه, هتسمع أغرب إجابات في الدنيا. مع إن الراجل قصة حياته اتعملت مسلسل تليفزيوني من يادوب كام سنة واتعادت اذاعته كذا مرة

معظم الناس فاكرة إن قاسم أمين الله يرحمه هو اللي قاد حركة تحرير المرأة. مع إن ماكانش فيه لا حركة ولا حاجة إسمها تحرير المرأة من أصله. حتى موضوع حقوق المرأة دا كان يعتبر نكتة وقتها. "هي المرأة ليها حقوق؟ آه, مش قصدك إنها تاكل وتشرب وتلبس يعني؟".. زي اللي مربي عنده كلب لولو كدة. هو دا كان أقصى مفهوم لحقوق المرأة وقتها

مش هأوجع دماغكم بسرد السيرة الذاتية لقاسم أمين. اللي عايز يعرفه يروح يدور على كتبه ويقراها. فأنا مؤمنة أن العلم والمعرفة لا يمكن اكتسابهم عن طريق كبسولات. لكن اللي عايزة أشير إليه هنا هو صعوبة مهمة قاسم أمين في مجتمعه وقتها, اللي كانت فيه الست مافيش فرق بينها وبين الفراخ اللي بتربيها فوق السطوح. ع الأقل الفراخ بتشم الهوا وتشوف الشمس, لكن الستات كان مقفول عليهم ورا ألف باب وألف سور وألف ستار. وكان الفكر السائد هو ان الست دي كل مهمتها في الحياة إنها تخلف وتطبخ وتغسل وتعجن وتخيط.. وخلاص. حتى مفهوم التربية والتنشئة والرعاية للأطفال كان مفهوم ضيق جدا, ينحصر في انهم ياكلوا كويس ويلبسوا لبس مهندم ويناموا على فرشة نضيفة. لكن الست ما كانش لها أي دور في تنشئتهم النفسية أو العلمية. كانت مجرد خدامة ببلاش, وكانت راضية بالوضع ده ومقتنعة ان دا دورها في الحياة اللي ما تقدرش تعمل غيره

الستات زمان ماكانوش بيتعلموا. فقط بنات الطبقة الارستقراطية كانوا بيتعلموا حبة كدة وفي البيت.. يعني يعرفوا يفكوا الخط ويتكلموا كلمتين انجليزي على كلمتين فرنساوي عشان البرستيج وعشان تعجب العائلات الهاي كلاس وتقدر تتجوز واحد صاحب أبعدية أو برنس أو بك. هو دا كان مفهوم تأمين مستقبل البنات وقتها. فتعليمها الأساسي كان كله برضه في فنون الطبخ والخياطة والتريكو والكروشيه. إنما كانت ما تفهمش أي حاجة في العلوم أو الفنون أو الفلسفة أو غيره

قاسم بك أمين, جه في وسط الوضع المهبب ده وراح كاتبلك كتاب تحرير المرأة (1899) وبعديه كتاب المرأة الجديدة (1900). والراجل كل اللي قاله مفاده هو يا ناس ياهوه الست دي انسان وليها حقوق, فحرام تسيبوها جاهلة كدة, علموها ينوبكم فيها ثواب. علموا البنات لغاية الإبتدائية بس وقعدوهم بعد كدة في البيت, بس عشان مستوى غبائهم يقل شوية ويعرفوا يربوا العيال ويتكلموا مع اجوازتهم كلمتين

كان الفرق شاسع ما بين الزوج وزوجته في الوقت ده. ماكانتش العلاقة بينهم ينطبق عليها تعريف العلاقة الزوجية يعني, انما جارية وسيدها. كانت الست ما تقدرش تفهم جوزها بيشتغل إيه ولا بيتكلم في إيه ولا بيقرا عن إيه. لا تعرف يعني إيه سياسة ولا يعني إيه ثقافة ولا يعني إيه مجتمع. فالراجل ماكانش بيربط بينه وبين زوجته غير العلاقة الجنسية والأطفال. إنما مافيش أي تواصل من أي نوع. هو في وادي وهي في وادي تاني خالص. يعني ابنها اللي عنده 8 سنين بيفهم أكتر منها

تخيلوا بقى لما يجي راجل يقول إن البنات يروحوا المدرسة مع الولاد وإن المرأة إنسان كامل ومش مخلوقة أدنى من الرجل, لأ وإيه.. وعندها كرامة لازم الراجل يراعيها! دا كل اللي كان عمكم قاسم عايزه في الدنيا. لكن طبعا بالنسبة للمجتمع وقتها دي كانت كارثة ومصيبة ودعوة للانحلال. الدنيا قامت وهاجت وماجت عليه. خصوصا إن قاسم أمين قال إن اليشمك, اللي هو النقاب الوهابي بتاع دلوقتي, بيعيق المرأة ويخليها تنكفيء على ذاتها وما تقدرش تحس بانسانيتها. فدعى للسفور, اللي هو كشف الوجه, عشان الست تحس ان ليها شخصية وكينونة, مش كائن معلب كدة ماتعرفش واحدة من التانية

فيه كوكبة صغيرة من المفكرين المستنيرين التفوا حوالين قاسم أمين طبعا, ومنهم اللي أيده في كتاباته ومحاضراته. لكن كل ده كان بيتلقاه المجتمع بودن من طين وودن من عجين, والهجوم عليه كان كاسح من الأغلبية, حتى المثقفين منهم قعدوا يشرشحوله في الجرايد وفي موجة من الكتب مخصصة للهجوم على أفكاره
الكتابين اتمنعوا في السلطنة العثمانية كلها وقتها. والرجالة اللي قروهم طبعا استنكروهم ولعنوا الكاتب واللي خلفوه. دا غير رجال الدين اللي كفروه.

أمال تحرير المرأة دا حصل إزاي؟..
اللي حصل إن اللي حرر المرأة المصرية هي المرأة المصرية نفسها

اللي حصل إن كتب قاسم أمين, زي أي كتب متصادرة, بتتسرب وبيحصل عليها اللي عنده فضول معرفي وعايز يطلع عليها. فالستات المتعلمات تعليم قليل اللي بينتموا للطبقة العليا, عرفوا عن الضجة اللي أثارها قاسم أمين وسمعوا عن أفكاره وإنه بيقول إن الست مش معندهاش مخ أو إنها خلقت عاجزة عن التفكير, وإنما الفرق كله بينها وبين الراجل هو التعليم, وإن حالة الأمية والجهل اللي مفروضين على المرأة هما السبب في وضعها الدوني في المجتمع, وممكن جدا إنها تحسن وضعها عن طريق إنها تتعلم

الأفكار دي كانت قنبلة.. أكتشاف علمي مذهل بالنسبة لمنطقة كانت غارقة حتى اذنيها في الجهل والتخلف وقتها. جه عمكم قاسم وقالهم
"المرأة وما أدراك ما المرأة, إنسان مثل الرجل لا تختلف عنه في الأعضاء ووظائفها, ولا في الإحساس ولا في الفكر, ولا في كل ما تقتضيه حقيقة الإنسان من حيث هو إنسان" *

طبعا اللي هاجموه قالوله إيه يا عم ده؟ انت بتخرف؟ انت مش شايف الستات أغبيا إزاي؟ دول ما يعرفوش يروحوا ولا يجوا من غير الرجالة... وشغلوا الاسطوانة اياها بتاعة الست بيجيلها دورة شهرية وبتحمل وترضع وبنيتها الجسمانية ضعيفة وحجم دماغها أصغر, إلخ..

راح شارحلهم سبب الفرق اللي هما شايفينه بين الرجل والمرأة في كتابه التاني
"المرأة في رأي أعظم العلماء وأدقهم بحثا مساوية للرجل في القوى العقلية ... وإنما يظهر للناظر وجود فرق عظيم بينهما في العقل لأن الرجال اشتغلوا أجيالا عديدة بممارسة العلم, فاستنارت عقولهم وتقوت عزيمتهم بالعمل بخلاف النساء, فإنهن حرمن من كل تربية (أي تعليم), فما يشاهد الآن بين الصنفين من الفروق هو صناعي لا طبيعي."**

طاقة نور واتفتحت, بالرغم من كل الأسوار والحصار والمصادرة اللي اتفرضت على فكر هذا الكاتب. ودا دفع فتيات كثيرات للبحث عن كتبه, ومن كانت تقع تحت يديها نسخة من كتب قاسم أمين كانت تمررها لصديقاتها في السر, حتى انطلقت دعوته لتمتد إلى بلدان عربية أخرى. شوفوا عنبرة سلام الخالدي قالت إيه في مذكراتها عن الفترة دي

"لقد قامت القيامة على قاسم أمين ودعوته, واتهم بالزندقة والكفر, حتى لجأ المسؤولون في البلاد العثمانية إلى منع تدوال كتابيه خوفا من تأثيرهما في الجيل الجديد, نساءا ورجالا, الأمر الذي اضطرني إلى قراءته تحت اللحاف وتخبئته في فراشي"***

في ذكرى قاسم أمين السكيتي, لازم كمان نفتكر الستات دول سكيتي. لانهم تجرأوا وأقتحموا عالم ماكانوش يعرفوا عنه حاجة, لمجرد إنهم آمنوا في نفسهم وفي عدل الخالق وفي العلم والثقافة كسلاح فتاك ضد الجهل والتخلف والقهر. ومنهم خرجت عائشة التيمورية, أول من رفعت صوتها منادية بنات جنسها بأن يعملن في سبيل نهضة البلدان العربية والتي أنشأت أول حلقة لدراسة شؤون المرأة في مصر, وكان من أبرز عضواتها صفية زغلول وباحثة البادية وهدى شعراواي, قائدة أقوى حركة نسائية مصرية

إنما يعني الصراحة لما الواحدة بتفتكر التاريخ المشرف دا بتتغم. بدل ما نحتفل ونفتخر ونرفع رأسنا عاليا يا أخواتي, نفتكر واقعنا الحالي ونتوكس ونعرف إن عهد الأستعباد ما مضاش ولا حاجة. إيه الخيبة اللي احنا فيها دي؟ ومين من مصلحته إنه يمسح ذاكرتنا ويمنعنا من الإحتفال برموزنا؟ مين من مصلحته إنه يشوه أحلى حاجات في تاريخنا؟ مين اللي عايز الست ترجع جارية؟ وليه؟ ولمصلحة مين؟

الله يرحمك يا قاسم بك يا أمين. حطيتنا على أول الطريق وخدت المصايب كلها على راسك عشان تعرفنا اننا نقدر واننا في ايدينا اننا نتعلم ونتحرر ونشتغل ونغير حاجات كتير. لكن الكل عايز ينساك دلوقتي عشان احنا مش فاضيين. ورانا ناس كتير عمالين ياكلوا في نافوخنا عشان نمسح كل اللي حققناه بأستيكة. عايزنا نقتنع تاني اننا مخلوقات أقل وان ربنا خلق نص البشر عشان يخدموا النص التاني. والمصيبة انهم بيقولوا نفس الكلام اللي كان بيتقالك من أكتر من 100 سنة! شوفت اللي جرالنا؟ أمانة عليك ما تزعل. ماقالك حلفتلها ميت أمين اني ما أعرفش قاسم يمين! العتب ع الذاكرة يا قاسم بك

________________________

*مذكرات عنبرة سلام الخالدي, جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين, ص 69
**كتاب تحرير المرأة, ص17
***كتاب المرأة الجديدة, ص47


النص الكامل للمقال