بقلم سوسن


أتحدث إليكم عن الطبقة العاملة (كان هذا التعبير يعبر عن فجاجة المناط به حتى غير كارل ماركس ذلك إيماناً منه باسهامات البرولتاريا في انتاج الثروة رغم عدم امتلاكها).ـ
و للأسف، لأن الشَربة الرأسمالية ترجح أن:ـ
if you pay, you say

تسبب عدم امتلاك البرولتاريا للثروة في عدم نشر ثقافتها وعلى العكس، دائماً ما استقبلت ثقافة البرجوازيين و أصبح التشبه بهم أحد مظاهر "نجاحها" في الحراك الاجتماعي و في توفير مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.ـ

تفاقمت المشكلة مع نهاية السبعينات عندما أصبحت هذه الطبقة العاملة ليست عاملة بالضبط, إما بالانتماء لنادي العاطلين جبراً أو لتخاذلهم في الاجتهاد في العمل لأنها "مش جايبة همها" و لأنهم شاهدوا أمثلة كثيرة لانفتاح طاقة القدر على أمثالهم من دون بذل مجهود يذكر.

و إذا تسائلت عن طاقة القدر، فهي غالباً كانت بسبب ارتفاع مفاجئ في الأسعار تسأل عنه الحكومة المصرية المخضرمة. أو إن لم يكن ارتفاع الأسعار، فهو بسبب تشغيل الأموال "الإسلامي" الذي أدى إلى طقطقة البعض فوق فوق فوق ثم نزولهم على جدور رقبتهم.ـ

ما علينا... ـ

و بالوقت أصبحت قيمة الرزق مقترنة بالمعجزة و ليس بالعمل. و عليه، أصبح الفرق الوحيد بين "دولا و دوكهمن" (*) هو فقط في مستوى الدخل، مع تشابه أو حتى تطابق النمط الاستهلاكي للفريقين.ـ

(*) استمع إلى "دولا مين" لإمام و نجم، لترى أن "دولا" كما وصفهم الفاجومي كانوا –على الأقل نظرياً- الورد الحر البلدي، يصحى يفتح تصحى بلدي. و كانوا هم القوة و هم العز، و كانوا راضعين من أطهر بز.ـ

طبعاً، لست بحاجة لسرد النتائج: نأى الورد البلدي بنفسه عن الصحيان، و عن القوة و عن العز... ـ
و بسبب الفلوس اللي عمرها ما بتيجي و الإحساس الدائم بالانهزام الاجتماعي و الاقتصادي، نسي الورد البلدي نفسه في غياهب ميلودي هيتس و اقرأ الفضائية البرجوازيين (و كلاهما بالطبع يصل لهم بالوصلة أم 15 جنيه من عند الواد بتاع الدش اللي ع الناصية).ـ

آخره...ـ

ما يكدر صفو الحياة الميلودية "الصالحة الكاملة" أن قيمة العمل فطرة انسانية
مهما تكاسل الورد و بغض النظر عن أنماط من البشر تبدو و كأنها لا تعيش بـ/لـ مبدأ. (اقرأ "الحرية في الإسلام" و "العمل في الإسلام" لنشأت جعفر. له رؤية متطورة جداً في الموضوع)ـ
و بالتالي، تحقيق الذات و الإيمان بمبدأ و العيش من أجله سوف يتم حتى في حالة عدم وعي الأفراد بذلك. الفرق الوحيد، هو أنه في حالة عدم وعيك بأهمية قيم أو مبادئ معينة، سوف تبدأ تلقائياً في تبني قيم و مبادئ المجتمع و تعتبرها مهمة و تقوم بنقلها لذويك.ـ

الوقعة السودة حينما بدأ الأخوة دولا (الورد، العمال –سابقا) في البحث عن تحقيق هذه الذات و عن هذا المبدأ. تفتكر ليه؟ أيون! لأن كل مجهوداتهم تتم في نطاق النفير الإعلامي للأخوة دوكهمن.ـ

و إليك ما تمخض عنه أحد رواد الورد البلدي البولاقية في محاولة للتطور إلى عنصر
فاعل و منتج لأهل الحتة



خلال مشاهدتك، حاول أن تقارن ذلك العمل بـ:ـ

سيد درويش(أغنية: الحلوة دي): الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية

حياة صبري (أغنية: دة بقف مين اللي يألس على بنت مصر): اللي ماتكتبش و تقرا، الدجالين قالعين عينها

سيد درويش(أغنية: الحلوة دي): ياللي معاك المال، برده الفقير له رب كريم

حياة صبري (أغنية: دة بقف مين اللي يألس على بنت مصر): خليها دي حلقة في ودنك, من قبل ما تقري الفاتحة,
أول كلام تقوليه لابنك, وطنك مافيش زيه دحه