تقديس اللامقدس

7.12.08 |


بقلم حنان الشريف


من المعروف والبديهى ان التقديس هو التقدير والإجلال والإحترام اللامتناهى ، فأنا أحب الله واحترمه واقدسه ، وأحب الكتب السماوية المنزلة من عند الله ، وايضاً لها قدسيتها التى تهتز لها المشاعر التى تعرف كيفية التقديس ومتى يكون ولمن ، ولكن من العجائب والغرائب المنتشرة فى مجتمعنا اليوم وهى تقديس الاشياء! بل ايضا نزع القدسية عما هو مقدس! فالقرآن الكريم تم نزع قدسيته بمقارنته بنظريات علمية تتغير وتستحدث من آن لآخر، ومبررهم الذى لا يستند الى حقيقة انه اعجاز!.. وهل نستكثر على الله خالق الكون والعالم بما فى الصدور الإعجاز؟؟

وما أن انتهى العرب من عبادة اللات والعزى حتى ظهر لنا منهم فئة جديدة، فترى أحدهم بلحية تطول وتقصر حسب العقل المتمثل ليضفى صفة القدسية للحية! .. ونرى احداهن وهى تسير في الطرق تجرجر ثيابها التى تلملم خلفها كل ما تحمله الشوارع من قاذورات ملقاه وكأنها عينت لتوها فى المحليات وكل مهمتها هى كنس الشوارع بثيابها ، وإن تحدثت إليها بتهذيب ملبسها حتى يصلح لغرض الصلاة الطاهرة على احسن تقدير، تجدها تنظر اليك شذراً لتتهمك بعدم الحياء وكأن الأمتار التى تستخدمها فى كنس الشوارع من المقدسات! وأخرى تضع فوق وجهها قطعة من القماش لتتخفى كليا.

وعن المعاملات حدث ولا حرج ، فالصوت العالى يلعلع والكذب فى الحوار والتدليس فى الكلام والتناقض فى الأفعال ، هذا كله ليس له علاقة بقطعة القماش الى تضعها احداهن على وجهها. فالأخلاق لا ترتبط حقاً بالزى ولكن من بين هؤلاء من تخلى عن الأخلاق التى وصى بها الخالق وكانت من اهم سمات الرسول الكريم فنزع عنها هذه القدسية، وذهب لتقديس قطعة قماش.. ومع تدنى الثقافات فى عصر اصبح يشبه بقوة العصور الظلامية، تخلينا عن المقدس باللامقدس، حتى صارت الاشياء التى يقدسها هؤلاء تستعبدهم بعد ان عبدوها ليجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها يجتهدون ويرهقون انفسهم فى دعوة الاخرين الى تقديس "الاشياء" بإضفاء اسم الله عليها ، فالمنتمى لجماعة محظورة ما ان يسمعك تنتقدهم فى شيئ حتى ينعتك بانك كافر وكأن الإيمان بالله تمثل فى اسم هذه الجماعة! ومن يقدس لحيته إن فكرت فقط فى ان تسأله عن سبب طولها بهذا الشكل تجد رده انها سنة ، لتتسائل وهل أديت الفرض؟؟ وإن تعاملت معه فلا تستبعد الغش فى المعاملة والنصب باسم اللحية المقدسة ، ولنا فى شركات توظيف الاموال اسوة

فرسالة النبى محمد (ص) كانت لانقاذ البشرية من الجاهلية والتوجه لعبادة الله وحده وتقدسيه والبعد عن عبادة الاصنام والخروج من مأزق الشرك بالله، واليوم نرجع اليها بسرعة الصاروخ وتحت مسمى الدين حتى لا تستطيع ان تجادل او تناقش. لكن هذه المرة لن يأتى رسولا جديدا لانقاذنا لأن الله ذكر فى كتابه الكريم ان النبى محمد (ص) هو خاتم الرسل، فمن اين أتيتم لنا بالعادات البالية؟ ولما العودة لعصور الجاهلية؟ وكيف حدثت عمليات غسل المخ ليحيا هؤلاء فى عصر التقديس الزائف للأشياء؟ هل ستحدث معجزة ربانية للإفاقة من الغفوة؟ أم ننتظر ان تحدث هزة لتصفية النفوس من رواسب الشرك لتسبيح الله وحده؟ ام كل ما نحتاجه هو التوعية لإصلاح فكر اتى إلينا مع هبوب رياح صحراوية بالية؟

2 comments:

Anonymous said...

اذا كانت هذه المرة لن يأتى رسولا جديدا لانقاذنا فما الحل وما هي توقعاتك للمعجزة التي ننتظرها ؟

Desert cat said...

الحل فى التوعية وفى معرفة الناس بدينها الصحيح واختيار الفضائيات لمن يفهم الدين جيدا ليلقيه على مسامع المشاهدين بدلا من شيخ لكل مواطن