باي باي 2008

6.12.08 |


بقلم فانتازيا

بمناسبة قرب انتهاء عام 2008 وحلول عام جديد، كل سنة وانتم طيبين.. مش عارفة اشمعنى وانتم طيبين يعني؟ هل على أساس انكم بالأصل أشرار؟ ولا لأن الطيبة اصبحت عملة نادرة بنتمنى استمرار وجودها في الناس اللي بنحبهم؟ ولا طيبين بمعنى حلوين، زي اللبنانيين ما بيقولوا على الأكل الحلو انه طيب؟ إنما كل سنة وانتم طيبين وخلاص

فيه ناس كتير بتحتفل بالسنة الجديدة احتفال خاص وشخصي بينها وبين نفسها في محاولة لتقييم الذات وتحفيزها للنجاح، وفيه اللي بيحط امنيات يتمنى تتحقق في العام الجديد لاضفاء روح من التفاؤل والتوسم في ان بكرة هيكون أحسن من انهاردة وامبارح، فالأمل في المستقبل هو أيضا محفز هام لاستمرار الحياة. وفيه ناس بيعدي عليهم راس السنة كدة زي أي يوم تاني، بيهنوا بعض بالسنة الجديدة وخلاص، لا تقييم ولا امنيات ولا تخيل لإيه اللي ممكن يحصل بكرة أصلا، مش السنة الجاية بس.

لكن أنا من الفريق الأولاني. كل نهاية سنة احط مجموعة اهداف واحاول احققها، وف آخر السنة اللي بعدها بشوف نجحت فيهم ولا في بعضهم ولا مانجحتش ف ولا حاجة من أصله، واحط اهداف جديدة للسنة الجديدة وهكذا. غرضي من الموضوع دا اني اتأكد اني مش بأكبر في السن وبس، لأ بأكبر في الطموح وفي تنمية نفسي كمان.

بنقعد دايما نقول ياااه السنين بتجري والايام مفيش اسرع منها، لكن يا ترى احنا كمان جرينا معاها ولا واقفين زي ما احنا؟
كان زمان بابا نويل بيجي عندنا في المدرسة يفرق بونبوني وشيكولاته، وكنا بنفرح أوي ونستناه من السنة للسنة. لكن كل ما كنا بنكبر كان انبهارنا ولهفتنا على بابا نويل بتقل، لغاية لما فجأة لقينا مفيش بابا نويل.. خلاص مابقناش عيال، وكبرنا على الموضوع ده.. بقينا احنا اللي بنلبس لبس بابا نويل ونعدي على فصول الحضانة والابتدائي نوزع البونبوني والشيكولاته. وساعتها اكتشفت يعني إيه ان الواحد يكبر. اكتشفت ان حياة كل فرد عبارة عن حلقة، بياخد فيها وهو صغير عشان يدي وهو كبير، وان اللي مستني ياخد على طول هيفضل طول عمره صغير. اكتشفت ان متعة اني آخد البونبوني والشيكولاته من بابا نويل لا يقابلها متعة غير اني أكون أنا بابا نويل، أو ماما نويل بقى.. المهم اني اكتشفت متعة العطاء.

في الأول ماكنتش قادرة افسر إيه سر السعادة اللي بتيجي للواحد لما يسعد حد غيره أو يساعده. كل اللي كنت اعرفه هو انه شعور جميل فوق الوصف. وكنت باستغرب لما ألاقي ناس بتبخل بأقل جهد ممكن تعمله عشان غيرها، حتى لو كان مجرد حسن المعاملة والابتسام. وكانت بتجنني السلبية وقولة "وأنا مالي". ولما ابتديت العمل التطوعي فوجئت انه بيتبصلي على اساس اني مش طبيعية.. يا إما مش طبيعية باعتبار اني ملاك وان اللي بعمله دا عايز حد مش بشري.. يا إما مش طبيعية لأني عبيطة ومضيعة وقتي ومجهودي من غير ما استفيد حاجة ولا آخد مقابل.. يا إما مش طبيعية لأني بهتم بناس ما اعرفهمش والطبيعي انهم ما يهمونيش.

شيء عجيب جدا!!.. ثقافة العمل التطوعي غايبة تماما في مصر، مع أننا من أحوج الناس لوجودها كمجتمع. عندنا فقر ومشاكل مالهاش أول من آخر وعندنا شباب عاطل وشباب بيعاني من اوقات فراغ كبيرة جدا مش عارف يملاها، ومع ذلك كله مستخسر أو مستصعب انه يعمل شيء من غير مقابل. احنا اتربينا على اساس ان المقابل لازم يكون مادي، لكن الاحساس بالرضا الداخلي وتقدير الذات وخدمة المجتمع والكلام دا لا نعتبره مقابل حقيقي يستحق العمل من اجله. حتى في الدين تلاقي الخطاب الديني يقولك اعمل الخير عشان تدخل الجنة اللي فيها لبن وعسل وحور عين للرجالة، يعني مقابل مادي برضه. كأن الخير دا حاجة تقيلة على القلب زي الرزية ومحدش ممكن يعمله إلا لو هياخد مقابل يستاهل التعب ده

فيه ناس فاكرة ان عمل الخير هو انها تتبرع بفلوس وبس، لكن دا مش كفاية، لأن الفلوس لوحدها مش كفيلة انها تسد العجز اللي موجود عندنا في قطاعات كتير. محو الأمية مثلا عمره ما هيحصل إلا لو اصبح فيه مدرسين متطوعين في كل مكان في مصر، لأن مفيش واحد فقير هياخد فلوس يتعلم بيها، أكيد هياكل ويلبس ويسكن الأول، دي اولوياته. ملاجئ الايتام اعداد الاطفال فيها كبيرة ومحتاجين يتواصلوا مع ناس من المجتمع عشان يقدروا يرتبطوا بيه وبينتموا إليه فيما بعد. أطفال الشوارع دول مين يقدر يوفرلهم المأوى ويعملهم اعادة تأهيل؟ لازم يكون فيه متطوعين من معلمين واخصائيين نفسيين يقدروا يساعدوا في حل المشكلة. عندنا احتياج كبير لده. واللي مش عايز يعمل شيء من غير مقابل بأقوله ان المقابل ممكن يكون اكبر بكتير مما هو متخيل، دا غير ان المجتمع كله هيستفيد.

العمل التطوعي له أشكال كتير. لو انت مدون وبتكتب في موضوعات هامة بتفيد الناس يبقى انت بتعمل عمل تطوعي. شوفت بقى؟ انت بتعمل شيء بتحبه وبيحققلك متعة كبيرة بالرغم من انك ما بتاخدش مقابل. أي حاجة بتحب تعملها هتلاقي ناس محتاجاها. لو بتعزف مزيكا او صوتك حلو وبتحب تغني، زور دار ايتام أو دار مسنين مرة في الاسبوع واسعدهم بموهبتك.

حاول توجد للعمل التطوعي مساحة في حياتك في السنة الجديدة. خلونا بدل ما نقعد في الضلمة ونلعن اللي ضلمها علينا، ننور شمعة.
ساعتها أكيد هنكون طيبين ومنورين كمان :)
كل عام واحنا مصريين مخلصين

1 comments:

ابن المليونير said...

المُعلمة فانتازيا

"أيامى تَفر كعداء و لا ترى خيرا ً"

اد ايه انتى جميلة ، بجد دى اجمل رسالة تفائل وصلتنى و مست قلبي الفترة الاخيرة. انتى متاكدة انك موجودة وسطنا يا فانتا ولا أنتى بتكتبى من كوكب اخر مليان حب وعطف وحنان وخير
بس انا واحد من الناس نفسى أساعد بعمل تطوعى بس محدش بيدلنى على سكة ، دة غير انى فاشل و ضايع ومحتاج اساعد نفسى قبل ما اقدر اساعد الآخرين، فهناك مثل روسى يقول " خلص نفسك يخلص حولك كثيرون " و دة اللى أنا بدأت احاول اعملة، إن شاء الله لازم السنة اللى جاية اكون إنسان ، كفاية حيوانية ، كفاية أنانية ، كفاية تضييع للوقت فى اى شئ ملوش لزمة ، كفاية إنحناء ، كفاية شرود و خيالات . أنزل لأرض الواقع وأشتغل و إتعب و إجتهد و فوق . استيقظ بقى يا أخى من نومتك الطويلة دى و عيش زى البني ادمين عيش زى المسيح ما عاش " كان يجول يصنع خيرا ً" متستناش حد يساعدك لان محدش هيساعدك غير نفسك ، محدش هيمد رجلك باول خطوة فى السكة غيرك ،أبدأ السكة وفى السكة حتلاقى كتير مادين ايديهم وعايزين يساعدوك ، بس أبدا ومتخافش ولا تأجل ، ابدأ دلوقتى ومش كمان شوية ، أبدأ اللحظة دى اللى انت بتتنفس فيها لأنك متعرفش كمان شوية هتلاقى النَفس دة ولا لأ

"نوم المُشتغل حلوٌ إن أكل قليلا ً او كثيرا ً و وفر الغني لا يُريحه حتى ينام"ه