الحلال بين والحرام بين.. ارحمونا بقى

7.11.08 |


بقلم د. وجية رؤوف


كثيرا ما تعترى الدهشه بعض اصدقائى حينما يجدونى اتمسك اثناء حديثى معهم بلغه الحوار الاسلامى بما يحتويه من آيات كريمة او احاديث أو اقوال اسلامية مأثورة، ومع الوقت تزول دهشتهم لعلمهم بكثرة اطلاعاتى الادبية والاسلامية، كما ان نشأتى بجوار اخوتى وجيرانى المسلمين الذين اعتز بصحبتهم وجيرتهم قد حبتنى عندهم بمحبة خاصة ومنزلة مقربة، ولا اخفيكم سرا اذا قلت لكم ان الغالبية من اصدقائى هم مسلمين واعتز بصحبتهم، بل وافخر بها

فالمسيحية اوصتنا بمحبة الجميع وودهم كمثل نفسك , كما ان الرسول بولس الذى كان يهوديا يضطهد ويقتل المسيحيين صار مسيحيا واصبح فيلسوف المسيحية قال فى اقواله المأثورة : صرت مع اليهودى يهودى لكى اكسب اليهودى، وصرت مع الاممى اممى لكى اكسب الاممى. فبعد ان كان سلاحه هو القتل والدمار اصبح سلاحه هو المحبة, ولايختلف الامر كثيرا عند اخوتى المسلميين الذين يسيرون على القول الكريم القائل: ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن, والحقيقة انا من اشد الحزانى لما وصلت اليه حال الاحتقان الطائفى فى الفتره الاخيرة، وتسمع من هذا الجانب اشياء مثيرة وايضا من الجانب الآ خر اشياء اكثر اثارة!! ولكن لنقف قليلا ونسآل الجميع : هل فيكم من رشيد ؟؟!! ان الاديان والمعتقدات قد جائت لشىء واحد وهو عبادة الله الواحد الذى نعبده جميعا بالاضافة الى عمل الخير والمودة واجتناب الشرور من قتل وزنا وحسد .....الى آخره , ولكن المثير للعجب ان الجميع قد ترك هذه التعاليم السمحة وتفرغ للاقتتال واثارة الفتن وهو الشىء الذى نهت عنه الاديان جميعها، كما ادى تصاعد وتيرة الاحتقان الى سياسة الفرز الطائفى والتمييز العنصرى بين ابناء الوطن الواحد.

ولا يستطيع احد ان ينكر مظاهر هذا الفرز التى وصلت خطورتها الى معقل وزاره العدل المنوط بها الحفاظ على العدل وعدم التمييز بين ابناء الوطن الواحد مهما تعددت انتمائاتهم وعقائدهم , ولكن لنقف قليلا ونتريث ونتدبر الامر , ان الحديث الشريف الذي يقول : (ان الحلال بين والحرام بين وبينهما امور متشابهات ) لهو حديث واضح، اى ان الحلال حلال والحرام حرام فى الثوابت والعموم، فلن تجد مثلا ان الاسلام حرم القتل بينما ايدته اليهودية او المسيحية، وبنفس القياس الزنا والقتل .....ألخ. ولكن يتوهم البعض ان الكلام المنمق والمقوى بالسلطة سيذهب العقل ويغيب الفكر، فاذا كانت المحاكم تصدر الاحكام فهناك من يراقب تلك الاحكام وسوف يتبين مع الوقت تجاوز الاحكام لطرف على حساب الطرف الآخر، ولن يبرر الكلام المعسول الذى يقول لك فى كل حكم انظر الى حيثياته حيث انه ليس من العدل ولا من الفطنة ان تكون دائما حيثيات الحكم تغلب طرفا بعينه على الطرف الاخر.

ومعلهش سامحونى، احنا مش هنادوة ( وبنفهم برضه ) والغريبة ان الرأى العام الليبرالى يستنكر هذا وبوضوح، واننى لافخر انه يوجد تيار ليبرالى اسلامى داخل مصر يفخر به اى مواطن حر، وقد اعجبنى جروب على الفيس بوك باسم "مسلمون من اجل ماريو واندرو ". ياللفخر، ماذا اقول؟ لقد اهتزت جوارحى لرؤيه جروب مثل هذا يصرخ ويقول : نعم نحن مسلمون، نعم، ونؤكد اننا مسلمون، ولكن لا للظلم ولا لظلم ماريو واندرو. هكذا تكون روح المواطنة والمحبة، تلك الروح التى تركت القيادات اصحاب السلطة والنفوذ والقانون وسكنت القلوب الطاهرة التى تعلم الحق وتنطق به دون خوف من لومة لائم. تحياتى الى هؤلاء الاخوة المسلميين الطيبيين العادليين الذين يعرفون الحق ويبتعدون عن الباطل، الذين يعلمون ان: الحلال بين والحرام بين..

تحيه الى هؤلاء جميعا الذين يرفعون مشعل التنوير فى مصر والذين تعقد عليهم الآمال للخروج من الظلمة التى نعيش فيها فى الوقت الحالى, ودعوة الى الله عز وجل ان ينير بصيرة المسؤولين عن الامن والمسؤولين عن العدل ان يهديهم الله الى عدله والى حكمته لكى يصونوا هذا الوطن ويحفظوا العدل الحق، لكى يكونوا سببا لاستقرار هذا الوطن بدلا من أن يكونوا سبب فتنة هذا الوطن, وقانا الله شر الفتنه وصانعيها

0 comments: