الدين .. المال.. السلطة

3.6.08 |


بقلم حنان الشريف

ثلاث محاور أساسية تسهم بشكل مباشر فى جميع المشكلات فى مصر, أو بالأحرى هى أساس مشكلات مصر, وكل تيار من التيارات الثلاثة يسعى بقوة الى القضاء على التيارين الأخرين وتختلف طرق الصراع بين التيارات الثلاثة مرة بالتحالف او بالتصارع, فنجد ان المال يشتري السلطة للقضاء على التيار المعارض أو يرتدي المال العبائة الدينية للفوز بتأييد الأغلبية الشعببية فيفوز فى معركة السلطة, أو تأتي السلطة بنفوذها وقوتها لترهب كلا من التيارين او تتحالف معه ضد الآخر لكسب موقف ثم سرعان ما تجهز على التحالف بنفس الاسلوب

هى كلها لعبة تحالفات والخاسر الوحيد هنا هو من يصدق كلام أو شعارات هذا اوهذا .....
لان الكل فى النهاية لايسعى إلا لكسب موقف ما لغرض ما ....

لاتوجد فى مصر مشكلات سوى هذه التيارات ..... فالعالم من حولنا أصبح صغيرا جداً و لم تعد العقول المفكرة أسيرة للحدود الجغرافية, بل أصبحت هذه العقول المفكرة حكراً على الدول المتقدمة التي تتبع شتى الأساليب لاستدراجها و الحفاظ عليها , خلافاً عن الدول المتخلفة, فهي غير قادرة على استثمار هذه العقول المستنيرة .. بل وتلفظها خارجها بطريقة أو بأخرى .. بخلاف تدخل بعض من يدعون التدين .... و لولا تدخلهم بالحياة السياسية لما حدثت كل هذه الشروخ في المذهب الواحد ولما انقسم المجتمع إلى متطرفين بين يسار ويمين ....فالبعض اتجه الى نبذ الدين نهائيا والبعض يريد العودة به الى مئات السنين .....عذرا, لم يعد رجال الدين يهتمون بقيم الدين بقدر اهتمامهم بالسلطة والامثلة كثيرة ... .. فبدلا من نشر الوعي نراهم ينحازون الى طرف ضد طرف ويدعمون طرفا ضد طرف وهنا يبدو دعمهم الواضح للصراع السياسي فى الاصل, الديني فى الشكل, للحفاظ على مكانتهم كطبقة مميزة وايضاً لنشر فكر يتبعه من لا يريد ان يكلف نفسه ولو قليل من الوقت للبحث فى الكتاب المنزل من الله سبحانه وتعالى ... فيبدأ فى سجن عقله للسعي خلف من يقدم له الدين جاهزا حتى وإن كان به اخطاء .. فضلا يا من تتبعونهم.. تفكروا قليلا واطلقوا سراح هذا العقل المسجون ودعوه يفكر ويستكشف بنفسه ...فكل صاحب عقل يستطيع أن يميز وأن يفهم أنه ليس كل من يرتدي عبائة الدين يشغله الدين أو الناس, ولكن الهدف الاساسى هو المصلحة الشخصية سواءا السلطة أو المال ..

فمهلاً أعزائى ألقوا نظرة سريعة على مجتمعنا. أين نحن؟ ....نحن نتارجح على حبال من يتمسكون بالسلطة من جهة والدين من جهة اخرى ... فهل آن الاوان ان تتحالف تلك القوى للعمل لمصلحة مصر وليس لمصالح شخصية تهدف او ترمى لأشياء أخرى على الرغم من شعاراتها والتى يتبارى الكل فيهم للاعلان عنها؟