أحزان أمير المؤمنين- الفصل الثاني

4.6.08 |


بقلم د. إياد حرفوش

"مـــــــــــاري"

(1)

مسجد الرسول (ص) ، بالمدينة المنورة، أعمدته من جذوع النخل، و حوائطه من اللبن عدا أساسها من الحجر، ما زال على صورته التي نحسب أن الرسول قد تركه عليها بعد توسعته لأول مرة عشية خيبر، يرى المار من أمام بابه المنبر النبوي الشريف، مقام من الخشب لوقوف النبي ، بغير نقوش و لا عقود، بسيط كبساطة الإسلام و نقائه على عهد الرسول، و يرى الناظر على الناحية المقابلة منه، شمالي المسجد، عريشة من جريد النخل ، تفصلها أستار عن جدار المسجد

كان رسول الله قد أمر بإنشائها كمأوى لفقراء المدينة من أصحابه ، و سميت بالصِفَّة، فكان لأهلها الذين عرفوا في التراث الإسلامي بـ "أهل الصفة" ذكرا كثيرا و أموراً جلالاً، و نرى المدينة نائمة في هذا النزع الأخير من الليل، عدا بيت واحد ، مازال نور خافت ينبعث من كوة في طرف جداره، بيت بسيط من اللبن، يبعد عن المسجد قرابة المائة مترا، و ترى من خلفه صحراء "البقيع" التي ضمت شهداء المسلمين الأوائل جميعهم، بيت ما بين المسجد و البقيع... آه ... بالطبع ، هو بيت "علي" و "الزهراء" كما نعرف من وصف "يثرب" بهذه الحقبة الزمنية، و من كوة الجدار، ترى ظهر صهر الرسول و ابن عمه، قد احتمى من برد الليل ، متكئا على ركبته التي وسدها قرطاساً من جلد ثور، و بيده قلم من البوص يخط به في القرطاس، و بين الفينة و الفينة يغمس طرفه في إناء به مداد أسود ... الله أكبر الله أكبر ... الله أكبر الله أكبر ... أشهد ألا إله إلا الله... إنه أذان الفجر ... و ترى "علياً" يضع القرطاس و القلم جانباً، و يهم قائماً للخروج لصلاة الفجر.

يفتح "علي" عينيه ليجد الفجر يؤذن بالفعل ، يقوم من نومه ثقيل الجفون شارد الذهن، و يفتح باب الغرفة المؤدي للطرقة الطويلة في بيت الأسرة العتيق بالمنيل، يرى نور الحمام مضاءً ، فيفهم أن "عزة" قد سبقته تتوضأ للصلاة، يتجه للمطبخ في نهاية الطرقة ماراً بالحمام فيأتي صوت "عزة" من الداخل قائلة:

- صباح الفل يا دكتور
- صباح النور يا "وزة"

هكذا تعود "علي" أن يدللها كما كان والدهما يفعل، وصل "علي" إلى المطبخ، فتح الثلاجة و تناول منها زجاجة ماء مثلج ، و رفعها إلى فمه، يعب منها الماء عب من أضناه الظمأ ، لقد نضح جسد "علي" كثيرا من العرق في حلمه ذلك المتكرر ، في بعض الليالي كان المشهد يتغير، لكن بأغلب الليالي كانت رؤيته هذه ثابتة، "علي ابن أبي طالب" يخط كتاباً قبيل صلاة الفجر، ثم ينطلق الأذان ، و في كل مرة يفتح عينيه ، ليجد المؤذن يتمم له الأذان الذي كان يسمعه منسابا من مسجد النبي بحلمه.

تدخل "عزة" المطبخ قائلة:
- أعملك شاي معايا يا "علي" و لا هتنام تاني
- لأ، هاصلي و أنام، تسلمي لي يا "عباسة" آل الإمام
- "العباسة" حتة واحدة؟!
- و ليه لأ؟ هاشمية زي "العباسة" بشهادة نقابة أشراف مصر، و أثيرة أبيك رحمه الله ، و أثيرة أخيك ... بشهادتي أنا ، ناقصك إيه يعني علشان تكوني زي "العباسة علية بنت المهدي"؟
- ده على أساس إن جنابك بقى "هارون الرشيد"؟
- يا ريت، على الأقل ماكنتش هاعز رقبة الحمار اللي اتجوزتيه من غير مناسبة ده عن "مسرور"
- افتكرلنا حاجة عدلة ع الصبح يا "علي"
- و لا عدلة و لا معووجة ، أدخل أتوضى و أصلي الفجر قبل ما أنام و أنا واقف

توجه "علي" للحمام و هو يتثاءب، و أمام الحوض مزج الماء ليصبح دافئا و شرع بالوضوء ، وثبت لعقله صورة "خالد" طليق أخته ... أستاذ مساعد أمراض القلب بالقصر العيني، انقلب من مثقف يساري و هو طالب في السبعينات إلى عضو هيئة تدريس محسوب على جماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات و التسعينات، متدرجا في مراحل متزايدة مطردة من الإزدواج و الإنتهازية ، حتى أصبح كائنا لا يطاق، طرد "علي" الصورة من ذهنه و هو يتمم وضوءه قبل أن تستفزه الذكريات ، بسبب هذا الرجل الذي كان زوجا لأخته، فأضناها و أطفأ شعلة شبابها، ثم توجه لغرفته، وقع بصره على المحمول فوق "الكومود" ، فالتقطه و فتح قائمة الرسائل ليكتب رسالة، و في خانة الإسم اختار اسمها من قائمة هاتفه، "ماري ماكسيميليان" ثم كتب رسالته "ماري الجميلة أبداً ... اتصلي بي عندما تقرأي هذه الرسالة في أي وقت..لا تنزعجي... فقط أفكر بنهاية أسبوع قصيرة في الإسكندرية و أريد أن أعرف جدولك" ، ثم اتجه علي لصلاته، و صورة الإمام "علي" لا تفارق ذهنه، كبر للصلاة و صلاها مغمضاً عينيه، صلاة الفجر و صلاة العشاء هما أكثر صلواته خشوعاً، تعود أن يغمض عينيه في الصلاة و لم يقتنع أبداً بحديث من نبهوه أكثر من مرة لكراهة إغماض العينين، كان يرد قائلاً:

- لا أستطيع التركيز إلا و أنا مغمض العينين، فكراهة السهو عن الصلاة أكثر من كراهة الجفنين المسدلين ، المضمون أهم من الهيئة في كل حال يا سادة، و لا إيه؟

عندما شرع يقول التشهد، فقال فيه "و على آل سيدنا محمد"، قفزت لذهنه صورة "علي" ثانية، و تداعى لذهنه حديث الرسول حين أحاط "ابن أبي طالب" و الزهراء و "الحسن" و "الحسين" ببردته مشهداً الله أن هؤلاء هم أهل بيته، سلم علي منهياً صلاته ، ثم قام لفراشه فتمدد فوقه بينما ذهنه شارد في حلمه ذاك الغريب، "علي" يكتب قبيل صلاة الفجر؟! فأي شيء تكتب يا أمير المؤمنين؟ أغمض عينيه و ترك كل أوتار جسده ترتخي طلبا للنوم، كانت كلمات تتردد في أذنيه ... الجفر... الجامعة ... المصحف ... ثم أخذه النوم ، أشهى أوقات النوم و أطيبه، نوم ما بعد الفجر و قبيل الشروق

(2)


- آلو ... أيوة يا "عزة" باقولك إيه ... ذاكري رسمة أعصاب "الفووت" كويس، جزء كبير من امتحان الشيت بكرة هاييجي فيها
- و انت عرفت منين يا "خالد"؟
- يا ستي بس ذاكريها و خلاص، إحنا لينا أكل و لا بحلقة؟
- لأ بحلقة يا دكتور، عرفت منين؟
- الدكتور "بكري" أخ فاضل ، الراجل كتر خيره عارف أن خطيبتي في سنة تانية ، قابلني بعد صلاة العشا في مسجد الكلية و قاللي أقولك تركزي على إيه
- يا ما شاء الله!! طالع من المسجد بيسرب الامتحان؟
- يسرب الامتحان ده إيه؟ ما انت عارفة إن الدكتورة "فاتن منير" بتدي امتحانات الشيتات لكل المسيحيين اللي في الدفعة، يعني هم يتفوقوا و يبقوا "ستاف" الجامعة و إحنا نروح في الرجلين؟
- هم؟ هم مين و إحنا مين؟
- يا ستي الراجل كتر خيره بيساعد العناصر الطيبة، علشان الجامعة تقوى بالعناصر الملتزمة
- منطقك ده بدأ يزيد قوي يا "خالد" و بيقلقني، فين أيام قصايد الوحدة و التقدمية و المد الثوري بتاعة "خالد" و هو طالب بكالوريوس و معيد؟ ده اللي سمعته منك و انت معيد هو اللي خلاني حبيتك و ارتبطت بيك
- راحت مع زمانها، و بقى فيه الأحسن منها، المنطق الإلهي، الإسلام يا حفيدة الأشراف
- و المنطق الإلهي في فهمك يا دكتور إننا نعرف الامتحان و نركز عليه؟ أنا داخلة أنام ، و مش هاركز على حاجة غير اللي ذاكرته، تصبح على خير
- خلي بالك هي كده كده اتحسبت علي مجاملة و لازم أردها، فمن فضلك نستفيد بيها، المهم إن نيتنا خير، نيتنا ننفع نفسنا و ننفع الأمة بعلمنا و مواقعنا
- تصبح على خير يا "خالد"

أغلقت "عزة" الخط بعدها، لكنها حين مضت لفراشها، أكل القلق قلبها، تكاد لا تذكر تشريح أعصاب القدم إلا ضباباً، و الشيت عليه عشرين بالمائة من درجات المادة، خمسون درجة بالتمام و الكمال، قامت من فراشها، و راجعت القدم كما أوصاها "خالد" تماما ، كانت هذه القدم بداية طريق من التنازلات، تلك التي لم تتوقف إلا عندما أمسكت بيدها وثيقة طلاقها منه

رشفت "عزة" رشفة من كوب الشاي و هي ترخي جفنيها المثقلين، بينما تنهيدة حارة تخرج من صدرها ، في الثامنة و الثلاثين، معتدلة القوام، شرقية الجمال، شعرها طويل أسود مضموم خلف رأسها في شنيون بسيط، تشعر بهبة من هواء الفجر البارد تأتي من الشرفة المفتوحة، تحب نسيم الصباح، لكن الليلة باردة قليلاً، تضم أعطاف الروب المنزلي البسيط على صدرها، و تزدرد الشاي بصعوبة و هي شاخصة ببصرها في غبش الفجر أمامها ، لو أنها تنبهت وقتها، لو أنها فقط أدركت حقيقته، لما ضاع من العمر ما ضاع، تسع سنين أهدرتها معه، و تسع سنين مضت بعده، و هكذا يضيع العمر من أجل وهم ، محض خيال تصورت ذات مرة أنه رجل، أمن العدل أن يحكم اختيار اللحظة عل أكثر سنوات العمر؟ أمن الحق أن نخسر كل شيء في لعبة واحدة غبية؟ خسرت الأمومة التي حرمها منها عمداً، خسرت مستقبلها كطبيبة الذي حرمتها منه أنانيته المفرطة، و خسرت الكثير من إيمانها ذاته، و لولا هذا البيت العتيد الذي نشأت فيه و شبت به على إيمان أبويها الهادئ الواثق ، بغير تشنج و لا انفعال، لولاه لكفرت بكل شيء على يدي "راسبوتين" هذا الذي كانت زوجته

(3)

و اتذكرتك يا عالية ... و اتذكرت عيونك... يخرب بيت عيونك يا عالية شو حلوين"

يستيقظ الدكتور "علي" على "فيروز" ينبعث صوتها من هاتفه، هذه رنة "ماري" يمد يده مبتسما للكومود و يلتقط المحمول، يحرر طرفه من سلك الشاحن قبل أن يدوس الزر ليرد قائلاً و هو يبتسم:

- What a sweet morning
- صباح الخير يا كسول
- صباح الخير "ماري" ، اتمنيت قبل ما أنام إني أصحى على صوت "فيروز" من رنتك ثم صوتك، كده ضمنت يوم جميل
- اللي بيجنني فيك يا بروفيسور إنك أكاديمي و شاعر في آن واحد، تناقشني و تجادلني بالعقل و المنطق لحد ما تصدع لي راسي و بعدين تعالج الصداع بكلمتين حلوين ، اسمها إيه المغنية اللي قلت لي عليها مرة، اللي كانت بتقول في غنوه لها "ما باخدش منك غير كلام"
- صباح ... كانت جميلة زي صباحك الجميل ده
- أوه ... ده انت النهاردة رايق قوي
- محتاج أتكلم معاكي كتير يا "ماري"
- بحث جديد؟
- لأ
- يبقى الأحلام
- أيوة، تعبت ... يا "ماري"، تعبت و الموضوع بيزيد مش بيقل
- إيه اقتراحاتك؟
- ماعنديش محاضرات يوم الأحد، هاجي إسكندرية النهاردة و أمشي الأحد بالليل، عاوز أشوفك طووووول الوقت


يرسل ضحكة خافتة، تردها "ماري" بمثلها و هي تقول:

- أوكي، ما عدا الأحد الصبح، عندي معادين يخلصوا قبل الغدا
- أوكي
- خلاص، أول ما تدخل إسكندرية كلمني
- أكيد ، يا أجمل مستشرقة في الإسكندرية و شمال الدلتا
- يا بكاش، أساسا مافيش مستشرقات في إسكندرية غيري ، الباقيات كلهم عندك في القاهرة الزحمة بتاعتكم دي
- ماشي يا عزيزتي ، أشوفك خلال 5 ساعات من دلوقت
- أشوفك بخير، سوق على مهلك، باي
- باي


"ماري" بالنسبة له أكثر من صديقة ، هي المرأة الوحيدة التي فكر جديا ذات مرة بالزواج منها ، لكن ، ما كل ما يفكر فيه المرء يستطيعه ، و إلا لتغير وجه التاريخ ذاته، مستشرقة إنجليزية ، تعرف عليها في قسم الدراسات الشرقية في "شيفلد" أثناء بعثة الدكتوراه، كانت وقتها محاضراً للغة العربية في فسم اللغات الشرقية، و لها فضلاً عن هذا دراية واسعة بباقي اللغات السامية ، العبرية و الآرامية، رآها في المكتبة للمرة الأولى، و تكررت جلستهما على مقاعد القراءة متقاربين عن غير عمد ، أرفف المكتبة التي ضمت المراجع العربية و الآرامية متقاربة هي ما قاربت بينهما، ذات مرة كانت قبالته تماماً ، تقدم لمنضدة القراءة و جلس لامحا كتابا مكتوبا بما بدا له أحد اللغات السامية القديمة، ابتسم و هو يحييها تحية الصباح، ثم أشار للكتاب سائلاً:

- أي لغة؟
- الآرامية، لو أن "يسوع" المسيح قد سار على أرض جيروساليم بالفعل في يوم من أيام القرن الأول للميلاد، فقد تكلم هذه اللغة
- مممم ، لو أنه، يبدو أن لديك شكوكاً كثيرة في هذا؟

قالها باسماً ، مما شجعها على المضي في الحديث، فأضافت:

- أنا "لا-أدرية" في الحقيقة ، ما زلت أجد في كل الديانات التي قرأتها أشياء لا أفهمها

اللا-أدرية مذهب ظهر في أوروبا القرن التاسع عشر على يد "توماس هكسلي" ، ثم صدر فكرها المؤسس في كتاب "برتراند راسل" الأشهر "لماذا لا أعتنق المسيحية" ، و دفعها الأساسي أن التأكد من الدفوع الغيبية التي تقدمها الأديان هو هدف يصعب تحقيقه، بالنفي أو الإثبات، هكذا تداعت الأفكار لذهن "علي" و هو يسمع جملة "ماري" و يتهيأ للرد عليها قائلاً:

- لا-أدرية بمعنى أنك لم تتوصلي لإجابة لسة؟ و لا بمعنى انك شايفة الوصول لإجابة مستحيل؟
- أي حقيقة في الوجود من الممكن إثباتها، أما الأساطير فممكن تنفي بعضها و تثبت بعضها، فلو كانت كل التفاصيل الدقيقة للأديان صحيحة، و هذا مستحيل لو أخذنا عنصر الزمن و التفاعل البشري باعتبارنا، فلابد للبشرية أن تثبتها يوما، الحقيقة بطبيعتها تتوق للإثبات، أما لو كانت غير كده ، هاتفضل الأديان بشكل رموز و مشاعر يؤمن بها البعض و يرفضها البعض
- فأنت إذن "لا-أردية" من نوعي المفضل، باحثة عن الحقيقة، و لم تصدري حكما مسبقا باستحالة الوصول للحقيقة، صح؟
- ممكن تقول كده ، لكن يبدو أنك أنت كمان مهتم بالأديان، متخصص و لا هاوي؟
- أوه عفواً لعدم تعريف نفسي، "علي الإمام" طالب دراسات عليا، أعد لرسالة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي في شيفلد

مدت يدها لتحتوي يده الممدودة في مصافحة واثقة ، لطالما أحب "علي" الثقة و الكبرياء في طريقة مصافحة المرأة الأوروبية المعاصرة، في مصر و أغلب البلاد العربية، عدا سوريا و لبنان ربما، تمتد يد المرأة للمصافحة في تردد و خفر اصطناعي كأنها ستمس عقرباً عندما تمس يد الرجل، اتسعت ابتسامتها و هي تقول:

- "ماري ماكسميليان" محاضر اللغة العربية بقسم اللغات الشرقية، و باحثة في اللغات السامية
- لي عظيم الشرف
- الشرف لي، جمعتني الصدفة السعيدة بعالم ، إيه هو موضوع بحثك للدكتوراه؟
- "أثر الحراك الإجتماعي و الإقتصادي في حركة التاريخ الإسلامي ما بين الراشدين و الأمويين مروراً بمرحلة الفتنة الكبرى" موضوع معقد رفض في جامعة القاهرة و قبل هنا في "شيفلد"
- واو ... بالموضوع ده كأنك بتقولي اننا لازم نبقى أصدقاء ، جامعة القاهرة معناها أنك مصري؟
- أيوة
- يبقى ممكن أعزمك على القهوة بما إننا على أرض إنجليزية
- رفض دعوة مثقفة جميلة على القهوة يعتبر دليلا على فساد الذوق
- أوه ... يبدو لي أحيانا ان هناك طفل من كل خمسة في الشرق بيتولد شاعر
- الشعراء لا يولدون، تصنعهم الحوارات العميقة مع الجميلات
- مش هاغلبك في الكلام أكيد

كانت هذه بداية أعظم علاقة صداقة يراودها الحب المستحيل في حياته ، كان الدكتور "علي" أحياناً عندما يسأله أحد المقربين عن "ماري"، يجيب فائلا:

- هناك درجة من صداقة الرجل و المرأة هي في أحد جوانبها حب مستحيل، لأنه حب فهو لا يموت، و لانه مستحيل فهو ينزوي في القلب كالعضو الضامر، متخذا شكل صداقة لا نستطيع أن نعيش بدونها ، هذه هي "ماري ماكسميليان" ، قول الحق الذي فيه يمترون