انا مش فى انتظارك

1.4.08 |

بقلم نسرين بسيوني



يا ترى فيه حاجه فى ماء الشرب بتاعه النيل هي السبب في ان البنت\الست المصريه في حالة انتظار دائم لشيء او لشخص ما؟ يا ترى تم برمجتنا على وضع الوايتينج ده من زمان ولا ديه حالة جديدة على الجنس الناعم المصري؟

ايا كان اصل الحالة او سببها ف هي موجوده بشكل بشع, مقزز, لدرجه ان البنت المصريه بقت محصورة فى نموذجين او تلاتة.. إما بنت هادئة الطباع, ملتزمة, لا تعرف شئ عن العالم الخارجي, منتظره عريس؛ أو بنت فاكرة نفسها متحررة, بتروح الكليه عشان تستدرج عريس, بتتصفح الانترنت عشان تستدرج عريس, بتزور صحباتها عشان تستدرج عريس, عندها موبايل عشان تستدرج بيه عريس, بتمشي في الشارع عشان تستدرج عريس, بتاكل وتشرب وتتنفس عشان تعيش لغايه ما العريس ييجي, وطول الوقت هي في حاله انتظار لان اي واحد من اللي هي استدراجتهم يقرر انه يكون عريسها.. مسكينة, الله يحرقها

النماذج ديه هي الأغلبية الساحقة الماحقة من البنات في مصر للاسف. وفى الوقت اللى باشوف فيه كل صحابي اللي في سني وأصغر بشوية كمان بيتجوزوا من رجالة فوق الاربعين من نوعية أقرع وبكرش, الاقي واحدة ست جميلة في الخمسين من عمرها بكل قوة وبكامل ارادتها بتتخلى, مش عن ضل راجل, لا, عن زوج لعشرين سنة, اعلن على شاشات التلفزيون انه بيحبها واهداها قصر الاليزيه ورئاسة الجمهورية والسلطة والمكانة الاجتماعية

سيسليا هى النموذج المضاد بشكل صارخ لنموذج البنت او الست المصرية. سيسليا لم تنتظر من ساركوزى ان يحقق لها ذاتها, بالعكس, هي لما حست ان وجوده كرجل في حياتها اصبح بيرهقها وبياخد من اعصابها اديتله ضهرها من غير ما تكسر قله ولا حتى ازازه شامبنيا, وبعتتله اوراق الطلاق مع المحامى وصرحت بكل بساطه ان "نيكولا اصبح يعانى مشاكل سلوكية لا استطيع تحملها ولا اعتقد اني املك القدرة على تعديل سلوكه, لذلك لا يمكن ان استمر"..
"نيكولا لم يعد يشعل شعله قلبي. احب ريتشارد لكنى لا اغادر بسبب حبي لريتشارد فقط ولكن احتراما لذاتي, لا استطيع ان اتقبل طفلا من اخرى مثل دانيال ميتيران"
ريتشارد عطيه هو الراجل اللى ارتبطت بيه سيسيليا حاليا.. مستقره نفسيا وعاطفيا وقوية, لم تهتز صورتها ولو للحظة, في حين انخفضت شعبيه ساركوزي بعد الطلاق وحسب اقوال المقربين منه "فقد نيكولا عموده الفقري بعد انفصاله عن سيسليا"

انا شبه متأكده ان لو سيسليا انفصلت عن ريتشارد مش حتنكسر او تنهار زى ما بيحصل مع اي واحدة هنا بتقطع شرايين ايديها او بتاخد علبه حبوب منومة او بتولع فى نفسها بالجاز بتاع الوابور, حسب الطبقة الاجتماعية اللي هي منتميه ليها. لان ببساطه سيسليا كيان مستقل في حد ذاته, مش منتظرة من حد انه يكملها, مش منتظرة من حد انه يحسن مظهرها الاجتماعي, مش منتظرة حد يحسسها بالثقة والرضا عن نفسها, مش منتظرة من حد يحميها

احساس جميل بالأمان اني اكون مش منتظره حد بيتوقف عليه وجودي,
لانى فعلا موجودة, انا مش انفزيبل ولا خيال على الحيطة, انا موجودة لحم ودم وعقل وروح, ولو قررت انى مش موجودة وانى خيال على الحيطة هافضل طول عمري خيال على الحيطه