هو الملك

5.4.08 |

بقلم على باب الله


طوي درجات السلم الكبير المفضي إلي بوابة القصر طياً ... كاد ان يتعثر أكثر من مرة و هو يصعد كل ثلاث درجات في الخطوة الواحدة

و مع إنتهاء السلالم أستقبله الحراس الواقفين علي بوابة القصر ... تبادل معهم نظرة واحدة ... فأفسحوا له الطريق

كانوا يعرفونه جيداً .. إنه رسول الملك العائد من المملكة حاملاً للملك آخر الأخبار

نظرة واحدة إلي وجهه كانت كافية ليفهموا ... و يرتجفوا ... إنها أخبار سيئة

بنفس الكيفية .. إنفتحت له كل الأبوب داخل القصر ... فمن يجروء أن يقف في طريقه ؟


---


هرع الرسول إلي غرفة الملك حيث كان الأخير ينتظره .. وقف أمامه و قال لاهثا:ً

" تأكدنا من الأنباء يا مولاي ... خانك صديقك و قفز علي الحكم في غيابك "



تجهم وجه الملك و سأل الرسول:

" و لكن كيف يرضى شعبي أن يحكمهم الأراجوز ؟ "


قال الرسول بحسرة:

" إنه يُسمعهم ما يريدون أن يسمعوه يا مولاي .. لذلك يحبونه "


قال الملك:

" سيدفعهم ليرقصوا علي حافة الهاوية ... و لن يروا في عصره إلا الموت "


قال الرسول:

" يعدهم بجنات و فراديس .. و عالم من المسرات و العربدة "


سأله الملك بغضب:

" و يصدقونه ؟ "


أجاب الرسول:

" قوته في لسانه ... أقنعهم بحسن البيان و معسول الكلام أنه مُرسل من الله و أنه يحكم بحكمه و وفق شريعته "


قال الملك:

" ليس للأراجوز من إله إلا المال ... بريء هو الله من أكاذيبه "



ثم أنتصب الملك قائماً من جلسته ... و قال لرئيس الحراس:

" أسرجوا لي الفرس الأبيض ..و أعدوا الموكب ... أنا عائد إلي مملكتي "

ثم إلتفت إلي رسوله و قال:

" من كان يظن أن في إستطاعة الأراجوز أن يمكر و يحيك المؤامرات و المكائد ؟ "

قال الرسول:

" آن الأوان أن تنبت للقط مخالب "

-----


وقف الملك و هو ممتطياً فرسه الأبيض أمام بوابة المدينة المغلقة


أقبل إليه رئيس الحرس و هو يقول:

" الدخول إلي المدينة ممنوع بأمر من الملك "


قال الملك:

" أنا هو الملك .. كنت غائباً و الآن أعود لمملكتي ... آمرك أن تفتح البوابة "


وقف الحارس مشدوهاً لبرهة .. كان الفارس بالفعل يتكلم كصاحب سلطان .. كان يتكلم كملك

فأقترب من الفارس أكثر ليتبين ملامح وجهه ..و سأله:

" من أنت ؟ "


أجابه الملك قائلا:
ً
" أنا العقل"


..............