حزنت لوفاة يوسف شاهين، فكنت من أشد المعجبين به و بأفلامه. في الحقيقة كنت من المتعصبين له.. لدرجة اني كنت أستفز جداً من أي شخص يقول "مين يوسف شاهين؟ هو حد بيفهم أفلامه؟".. كان هذا الموضوع يستفزني بقوةً لأنه كان يثبت لي اننا أصبحنا نعيشً فترة صعبة في تاريخ هذا الوطن.. فترة أصبح لا مكان فيها للمبدعين و المثقفين، مرحلة أصبح الشعب فيها كسول كما وصفه شاهين عندما قال "في كل أفلامي لغز غامض لا يقوى علي فهمه الكسالى الذين يريدون - بحكم التعود - فهم الأشياء مسبقًا قبل التفاعل معها
سبب حبي ليوسف شاهين لم يكن فقط لعبقريته كمخرج و أعماله الخالدة من أول فيلم "بابا أمين" سنة ١٩٥٠ حتي "هي فوضي" في ٢٠٠٧. و لكن سبب اعجابي به يمتد إلى ما هو أكثر من ذلك، يمتد إلي يوسف شاهين الرمز.
عندما أتحدث عن الرمز، لا أعني فقط هذه الحالة السينمائية المتفردة التي استطاع شاهين أن يخلقها حتي أصبحت له مدرسة سينمائية خاصة به و مشروع فني و فكري واضح المعالم.
عندما أتحدث عن الرمز، لا أعني فقط ما يمثله يوسف شاهين من قصة نجاح لفنان مصري استطاع أن يصل إلى العالمية من خلال ابداعاته المحلية و بدون أن يضطر إلي أن يذهب للغرب أو يقلدهم مثلما حاول أن يفعل الكثيرون.
عندما أتحدث عن الرمز، لا أعني فقط ما كان يمثل شاهين من شخصية جدلية تعودت علي الإصتدام بالموروث و معارضة النطام وعشق للحرية حتي أصبح شاهين أحد رموز حرية التعبير في الوطن العربي بأكمله.
أنا لا أتحدث عن هذا الرمز، أتحدث عن رمز آخر خلق في ذهني من وحي قصة حياة يوسف شاهين و أفكاره.
يوسف شاهين يحمل من الأفكار و القيم ما يكوِّن الشخصية المصرية الحقيقية قبل تحولها و افسادها في الفترة الماضية.
ففي السنوات الأخيرة انقسم المصريون و أصبح من ليس معنا فهو علينا. و قد أدى هذا الإنقسام إلى تعميم بعض الأشياء، فأصبح مثلاً هناك اتجاه عند الناس إلى التعامل مع أي مسيحي علي انه كاره للإسلام و المسلمين و تاريخهم و إنه يعتبر أن دخول المسلمين مصر هو أسود يوم في تاريخ البشرية، و لكن يأتي يوسف شاهين و يثبت أن هذا التعميم خاطيء تماماً، فشاهين كان مسيحي الديانة ولكنه كان عاشق للتاريخ الإسلامي فهو من أخرج فيلم "الناصر صلاح الدين" لإظهار بطولات هذا القائد العظيم، ثم أظهر للعالم الدور العلمي و الثقافي الذي قام به المفكر المسلم ابن الرشد في فيلم "المصير".
أيضاً أصبح هناك في الآونة الأخيرة نوع من التخوين لكل من هاجر من مصر. فقد أصبح هذا المهاجر في نظر الكثير من المصريين شخص عميل، ترك بلده ليرتمي في أحضان الغرب. فأي شخص يتحدث عن انبهاره بالحرية و الديمقراطية التي يتمتع بها الأمريكان و الأوروبيين يتم تخوينه و اتهامه بأنه يتمنى أن يأتي الأمريكان ليحتلونا الخ الخ. مرة آخري أثبت يوسف شاهين عدم صحة هذا الإعتقاد. فشاهين كان مولع بالقيم الأمريكية و كان هذا ظاهر في أول أفلام سيرته الذاتية "اسكندرية ليه" و سافر فعلاً إلى كاليفورنيا و درس هناك، و لكنك اذا شاهدت فيلم "الأرض" أو فيلم "العصفور" فإنك ستتأكد انه مصري حتي النخاع.
أيضاً، مؤخرا، أصبح هناك تكفيراً لكل من يصرح بأنه علماني، فأصبحت العلمانية شبهة، يتحول بها الشخص إلى منتمي إلى الغرب الكافر و مساند للمشروع الصهيوني في المنطقة. مرة أخرى يأتي شاهين و يثبت عدم صحة هذا الإتهام، لقد كان المخرج الكبير علماني الفكر و لكنه كان يحترم جميع الأديان و من المدافعين دائماً عن القضية الفلسطينية و هو ما أظهره في رابع أفلام سيرته الذاتية "اسكندرية-نيويورك" عندما تحدث عن غضبه من أمريكا بسبب تحيزها الدائم لإسرائيل.
باختصار، كان يوسف شاهين شخصا علمانيا متسامحا، يحترم كل الديانات و المعتقدات، منفتحا على العالم الخارجي، معتزا بمصريته و مساندا لقضايا وطنه و منطقته.
يوسف شاهين حالة خاصة سنفتقدها كثيراً، حالة تشخص مصر كما يتمناها الكثير منا
سبب حبي ليوسف شاهين لم يكن فقط لعبقريته كمخرج و أعماله الخالدة من أول فيلم "بابا أمين" سنة ١٩٥٠ حتي "هي فوضي" في ٢٠٠٧. و لكن سبب اعجابي به يمتد إلى ما هو أكثر من ذلك، يمتد إلي يوسف شاهين الرمز.
عندما أتحدث عن الرمز، لا أعني فقط هذه الحالة السينمائية المتفردة التي استطاع شاهين أن يخلقها حتي أصبحت له مدرسة سينمائية خاصة به و مشروع فني و فكري واضح المعالم.
عندما أتحدث عن الرمز، لا أعني فقط ما يمثله يوسف شاهين من قصة نجاح لفنان مصري استطاع أن يصل إلى العالمية من خلال ابداعاته المحلية و بدون أن يضطر إلي أن يذهب للغرب أو يقلدهم مثلما حاول أن يفعل الكثيرون.
عندما أتحدث عن الرمز، لا أعني فقط ما كان يمثل شاهين من شخصية جدلية تعودت علي الإصتدام بالموروث و معارضة النطام وعشق للحرية حتي أصبح شاهين أحد رموز حرية التعبير في الوطن العربي بأكمله.
أنا لا أتحدث عن هذا الرمز، أتحدث عن رمز آخر خلق في ذهني من وحي قصة حياة يوسف شاهين و أفكاره.
يوسف شاهين يحمل من الأفكار و القيم ما يكوِّن الشخصية المصرية الحقيقية قبل تحولها و افسادها في الفترة الماضية.
ففي السنوات الأخيرة انقسم المصريون و أصبح من ليس معنا فهو علينا. و قد أدى هذا الإنقسام إلى تعميم بعض الأشياء، فأصبح مثلاً هناك اتجاه عند الناس إلى التعامل مع أي مسيحي علي انه كاره للإسلام و المسلمين و تاريخهم و إنه يعتبر أن دخول المسلمين مصر هو أسود يوم في تاريخ البشرية، و لكن يأتي يوسف شاهين و يثبت أن هذا التعميم خاطيء تماماً، فشاهين كان مسيحي الديانة ولكنه كان عاشق للتاريخ الإسلامي فهو من أخرج فيلم "الناصر صلاح الدين" لإظهار بطولات هذا القائد العظيم، ثم أظهر للعالم الدور العلمي و الثقافي الذي قام به المفكر المسلم ابن الرشد في فيلم "المصير".
أيضاً أصبح هناك في الآونة الأخيرة نوع من التخوين لكل من هاجر من مصر. فقد أصبح هذا المهاجر في نظر الكثير من المصريين شخص عميل، ترك بلده ليرتمي في أحضان الغرب. فأي شخص يتحدث عن انبهاره بالحرية و الديمقراطية التي يتمتع بها الأمريكان و الأوروبيين يتم تخوينه و اتهامه بأنه يتمنى أن يأتي الأمريكان ليحتلونا الخ الخ. مرة آخري أثبت يوسف شاهين عدم صحة هذا الإعتقاد. فشاهين كان مولع بالقيم الأمريكية و كان هذا ظاهر في أول أفلام سيرته الذاتية "اسكندرية ليه" و سافر فعلاً إلى كاليفورنيا و درس هناك، و لكنك اذا شاهدت فيلم "الأرض" أو فيلم "العصفور" فإنك ستتأكد انه مصري حتي النخاع.
أيضاً، مؤخرا، أصبح هناك تكفيراً لكل من يصرح بأنه علماني، فأصبحت العلمانية شبهة، يتحول بها الشخص إلى منتمي إلى الغرب الكافر و مساند للمشروع الصهيوني في المنطقة. مرة أخرى يأتي شاهين و يثبت عدم صحة هذا الإتهام، لقد كان المخرج الكبير علماني الفكر و لكنه كان يحترم جميع الأديان و من المدافعين دائماً عن القضية الفلسطينية و هو ما أظهره في رابع أفلام سيرته الذاتية "اسكندرية-نيويورك" عندما تحدث عن غضبه من أمريكا بسبب تحيزها الدائم لإسرائيل.
باختصار، كان يوسف شاهين شخصا علمانيا متسامحا، يحترم كل الديانات و المعتقدات، منفتحا على العالم الخارجي، معتزا بمصريته و مساندا لقضايا وطنه و منطقته.
يوسف شاهين حالة خاصة سنفتقدها كثيراً، حالة تشخص مصر كما يتمناها الكثير منا
1 comments:
ياريت كل الاعضاء يقولوا رايهم فى يوسف شاهين
ياريت كل الناس تفهم بجد عظمة يوسف شاهين وفعلا هو احسن واحد عبر عن قضايا مصر ومشاكلها
Post a Comment