كيفانش تاتليتوغ

11.10.08 |


بقلم نسرين بسيوني

اخترق" كيفانش تاتليتوغ" الشاب العشريني الوسيم الطويل الاشقر قلوب العربيات واحلامهم بشكل يفوق الاعجاب الطبيعي فتحول بين ليلة وضُحاها الى معبود النساء العربيات لتتسمر اكثر من 4 ملايين سعوديه يومياً امام شاشتها الصغيرة تتابع تفاصيل حياة مهند و نور وتلتفت بعدها لتنقلب على زوجها وبيتها وتطلب الطلاق –كما ادعت بعض الصحف ووسائل الاعلام السعوديه- الرجل\الظاهره ليس به ما يفوق براد بيت او مايكل دوجلاس او ويل سميث، بل كممثل يكاد يتلاشي بجانبهم. كما ان المسلسل لم يعرض اى مشاهد جنسية او عارية له، ولم نرى نور –زوجته بالمسلسل- تتغني بقدراته الجنسية لكي نقول ان النساء العربيات يتحسرون على خيبة رجالهم فى الفراش مقارنة بفحولة مهند بك الخطير

لم يلتفت احد الى ان السر فى اعجاب النساء بمهند هو بكل بساطه "نور"، الزوجة

فليس من المنطقي او المعقول ان يزرع مجرد رجل جميل الفتنة بين آلاف الازواج بهذه الطريقة، والا لما بقي اى زوجين على قيد الارتباط، ولانفصلت كل زوجة عن زوجها بنضارته قعر الكباية وكرشه المترهل بعد مشاهدتها لعمر الشريف فى "فى بيتنا رجل" او محمود ياسين فى "الخيط الرفيع" ولما زادت الكثافة السكانية فى مصر الى هذا الحد


سر الخلطه او سر انبهار بنات ونساء العرب بالمسلسل-الفاشل فنياً- هو "نور" وحياة نور، السيدة النظيفة الجميلة المثقفة بشخصيتها القوية وطموحها واستقلالها المادي، بملابسها الراقية وتنوراتها المقتبسة من افلام سعاد حسني وعدم سيطرة زوجها عليها، بل فى كثير من الاحيان تكون هى المسيطرة.


لم نر نور فى اى مشهد من المسلسل تطبخ او تنظف، او يصرخ بها زوجها ويضربها، او تهينها حماتها.

لم نر نور تشتري الخبز من طابور العيش او تحشر جسدها الرقيق بين رجلين كريهي الرائحة فى اوتوبيس نقل عام.

لم نر نور تستجدي زوجها ليزيد المصروف عشرون جنيهاً او تركع كي تضع قدمه القذره فى اناء ماء ساخن.

لم نر نور زوجة ثانية او ثالثة لرجل خليجي ظن ان النساء متاع يشترى بالمال فأخد يشتريهن بالجملة اربعة فى اربعة.

لم نر نور جاهلة مغيبة عن العالم من حولها لا تفقه من الدنيا سوى فن الطبخ وانجاب الاولاد.


غبي من ظن ان الضجه المصاحبة للمسلسل ونسب المشاهدة العالية جاءت كسبب "لعين الستات الزايغة اللى ما صدقت شافت راجل حليوه". المرأة العربية سواءا كانت تنعم فى اموال البترول او تشقى فى طوابير العيش البلدي لا ترغب سوى فى حياة نظيفة كريمة ورجل يحترمها ويحترم نفسه، وياليت من ارهقوا أنفسهم وبحثو ليلا نهارا فى المعجم عن الفاظ تندد وتشجب وتلعن المسلسل المنافي لتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا العريقة -"هأو أو أو"- ياليتهم التفتوا لحال المرأة المسكينة التى لم تجد متنفس لها سوى ان تحلم بانها نور، تعيش مثلها وترتدي مثلها وتمتلك نفس ما تمتلكه: زوج حنون وعمل محترم وحرية وحياة نظيفة تعامل فيها على انها انسان، كائن آدمي، وليس مخلوقا دون المستوى.

مثير للسخريه ايضاً الرعب الذي انتاب السلطات الدينية من نجاح المسلسل. فكون تركيا دولة اسلامية جعل المرأة المسلمة العربية تلحظ ان هناك مسلمات يعيشون بشكل مختلف، يقودن سياراتهن الخاصة ويتركن شعرهن للهواء الطلق يداعبه ويعشقن ويتزوجن بارادتهن الخالصة دون تدخل من اي سلطة ذكورية عليا

4 comments:

Pink Unicorn said...

مقال هايل بجد يا نسرين
و تفسير ما اعتقدش ان حد سبقك ليه

الحقيقة انا ما تابعتش المسلسل
لكن سمعت بالتأكيد عن الضجة اللى حصلت بسببه
وكنت فعلا مندهشة
عشان زى ماانتى قلتى
الستات طول عمرهم بيشوفوا ابطال السينما اللى مهند ده ما يجيش فيهم حاجة
وما سمعناش عن واحدة طلبت الطلاق عشان جوزها مش شبه براد بيت مثلاً
:))

تفسيرك منطقى فعلاً
وفى النهاية معنديش غير اقول
ربنا يصلح كل الأدمغة البايظة
و تتغير المعتقدات الفاشلة اياها

Pink Unicorn said...

اه نسيت اقولك
مستنية مقالك يوم 19

و... كلنا ليلى
:)

Amy said...

Nesreen, this is a really good article and a perfect analysis of why all the Arab women are so addicted to so-called "Muhannad".

Sorry for not writing in Arabic but my computer does not support Arabic yet, I am working on it.

Keep it up,
Amy

Anonymous said...

عزيزتى أنا متفقك معك تماما ، وبشوف بعينيا غباء الرجالة وازاى مش بيقدروا الانسانة الرقيقة اللى معاهم وبيستغلوا كل شئ سواء عادات او دين عشان يستغلوا الست .
رغم انه فى ضوء توزيع الأدوار الست بتعمل شغل البيت والراجل بيخرج يشتغل الا ان دا مش معناه ان الست مخلوقة عشان تطبخ.

تحياتى

محمود مندور