ليس بالامكان اخيب مما كان

4.11.08 |


بقلم فانتازيا

عايزة أكتب عن موضوعات كتير أوي.. وكل ما فكرة مقال تبدأ تتشكل في دماغي يحصل حدث جديد، وألاقي نفسي بكتب مقال تاني وتالت وهكذا.. ولأن اطلالتي عليكم من خلال مصر الجديدة عزيزة عليا جدا، فبحاول بقدر الامكان اني اجتهد في الخروج عن الموضوعات المألوفة اللي بتناولها على مدوناتي

ف الآخر لقيت ان فيه 3 مواضيع ملحين عليا جدا في الوقت الحاضر، وكان لازم اختار واحد منهم.. أولا، فوز اوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.. ثانيا، انتصار نهى رشدي وانتصار القضاء المصري ثم اخفاق المجتمع اخلاقيا بمحاولة تشويه هذا النموذج.. ثالثا، المؤتمر السنوي للحزب الوطني الديمقراطي وما نتج عنه

وأكتشفت اني لن اتنازل عن مناقشة أي واحد منهم، لأنهم بالنسبالي موضوعات في غاية الأهمية ومليئة بالدلالات والمؤشرات.. واسمحولي أعرض عليكم مصيبة تأكد ليا اننا بنعيشها حاليا، وممكن تمنعنا عن التقدم لمدة قرن قدام بالمستريح

المصيبة دي مالهاش علاقة بالاطراف اللي أنا اتكلمت عنهم في لستة الموضوعات، يعني مالهاش علاقة لا بأوباما ولا بنهى رشدي ولا حتى بالحزب الوطني.. إنما ليها علاقة بالعقل الجمعي المصري واللي من وجهة نظري أصبح بيجمع ما بين الطفولية والضحالة وتشوش الرؤية وضيق الأفق والعنصرية بشكل مفزع.. أضف إلى ذلك الجهل، واللي أنا شخصيا شايفة انه اختيار أكتر منه قدر فرض على المصريين.. يعني حاليا الانسان المصري بقى بيكره العلم ولا يطيق عبء تحصيل المعرفة أو التفكير الجاد، وكل همه هو انه يبان "ناصح" أو "فتك" وسط مجتمع من الجهلة

خلينا نتكلم بوضوح أكتر.. بالنسبة لفوز المرشح الديمقراطي اوباما مثلا، تلاقي ردود أفعال كثير من المصريين تبعث على الضحك الممزوج بالمرارة من الاشفاق على حالتهم العقلية.. أولا، موضوع قدرة النظام الليبرالي على تغيير نفسه وتصحيح اخطاءه والسمو بمعنى الديمقراطية وتكافؤ الفرص دي قلة اللي اتكلموا عنها.. الاغلبية راحت تقولك "واحنا استفدنا إيه؟ واوباما هيعملنا إيه؟" كأننا مجموعة شحاتين لمؤاخذة قاعدين مستنيين الحسنة!! عايزين الشعب الأمريكي يختار رئيس عشان يحل لنا احنا مشاكلنا!! إيه الهم اللي يفطس م الضحك ده؟ هل فعلا اصبحنا بهذه السذاجة ؟

لأ ولا قعدات المصاطب اللي اتنصبت على القنوات الفضائية، واديلو تريقة وسخرية من الناس الهبلة اللي يا عيني فرحانة ان اوباما كسب الانتخابات.. ومحاولة التسفيه والتقليل من أهمية الحدث، بل والايحاء بأن مفيش فرق بين اوباما وماكين من أصله.. ليه بقى يا ولاد؟ عشان احنا هنفضل زي ما أحنا!!! مش مهم المواطن الامريكي يحس بفرق، المهم احنا اللي نحس بفرق!! شوفتوا الحلاوة؟
بجد احنا ما نستحقش أكتر من الاسلوب اللي بنتحكم بيه.. وفعلا هو اللي اثبت نجاحه معانا من أيام الفراعنة لغاية انهاردة.. لأننا مستنيين التغيير يجيلنا من فوق على طبق من فضة، ولا يعنينا الدلالات الانسانية العميقة اللي ورا حدث زي ده.. يعني إيه ان واحد كان من 30 سنة بس مايقدرش انه ينتخب حد في بلده ثم يصبح هو رئيسها.. يعني إيه ان واحد كان لون بشرته كفيل انه يخليه عبد ذليل مالوش أي حقوق وممكن ينضرب بالرصاص زي الكلاب الضالة لو مجرد فكر انه يكسر أمر سيده، ولا حد يقدر يحاسب اللي قتله.. يعني إيه ان حفيد الراجل ده يبقى رئيس أكبر قوة سياسية واقتصادية في العالم.. مش مهم.. مش مهم ان فيه مجتمع راقي قدر انه يرتفع ويسمو بانسانيته فوق التاريخ الطويل ده من التمييز العنصري، ويختار ان واحد من الأقلية السوداء (15% من الشعب الامريكي) يرأس بلده ويكونوا جميعا تحت زعامته.. يعني إيه ان واحد ابيض يروح يدي صوته للمرشح الاسود من غير دا ما يسببله أي غضاضة، لأنه بيحكم بمعايير موضوعية وليست شخصية.. كل دا لا يعنينا طبعا.. المهم احنا هناخد إيه؟؟ دا طبعا لأننا منفصلين عن العالم، وعمرنا ما هنفكر في معاني زي الليبرالية والديمقراطية والعدل والمساواة والحاجات العبيطة دي

طبعا احنا لغاية ما نتحول لمومياوات ونتحط في متاحف العالم المتقدم هنفضل نضطهد بعض ونمارس التمييز ضد بعض عادي جدا.. عادي جدا نرفض ننتخب واحدة ست عشان هي ست.. أو واحد قبطي عشان هو قبطي.. أو واحد نوبي عشان نوبي.. بصرف النظر عن امكانيات الشخص دا إيه أو تعليمه إيه أو إيه اللي ممكن يقدمه لبلده.. المهم انه ابن\بنت البطة السودة.. ما احنا البطة السودة بتاعتنا مش بتجيب بط اسود بس، لأ دي بتجيب اشكال وألوان من المضطهدين

خلينا في عنصريتنا وتعصبنا وتخلفنا، مش مهم.. بس نشتم ونسب ونلعن في غياب الديمقراطية!! يا حالولي!! إيه الجمال ده يا ولاد؟
وخلينا برضه قاعدين كدا زي خيبتها، ولا عايزين نعمل تغيير ولا تحديث ولا أي حاجة.. نستنى بقى لغاية ما المعجزة تيجي، وممكن كمان 100 سنة كدا يجي رئيس مصري لأمريكا يحللنا مشاكلنا.. مش مهم نقدر نحمي نفسنا بالعلم والتصنيع والاقتصاد القوي والتسليح المتطور.. لا لا، دي صعبة أوي ومحتاجة شغل ووجع دماغ.. خلينا كدا احسن.. نستورد كل حاجة من برة وبعدين نشتم الناس اللي بيصنعوا الحاجات دي.. نتعالج بالدوا اللي هما اخترعوه عشان نلعنهم بعد صلاة الجمعة.. وماله؟ مش عيب.. المهم نفضل زي ما احنا كدا والحلول تجيلنا ع الجاهز، لأحسن احنا ناس مش بتوع بهدله

نيجي بقى للحزب الوطني ومولد الشتيمة وماسورة التريقة اللي انفجرت وغرقت الدنيا.. على إيه؟؟ مش فاهمة.. عشان حزب بيجتمع؟ هو الاجتماع ده هيقرروا فيه انهم يحكمونا مثلا؟ إيه الجديد؟ والاعتراض على إيه بالظبط؟ على انهم بيجتمعوا؟ هي دي حاجة وحشة؟ يعني عايزنهم يشتغلوا كدا جهجهوني من غير خطة عشان تتبسطوا؟ هو التخطيط والعمل المنظم بقى بيجيبلكم ارتيكاريا خلاص؟
لو الاعتراض على سياسات الحزب، ما السياسات دي موجودة طول السنة!! إيه الجديد؟ اشمعنا 3 ايام المؤتمر اللي الدنيا قامت فيهم يعني؟ ولا انتم فاكرين انه فرح بلدي وعايزين تضربوا كرسي ف الكلوب وخلاص؟ إلا ما سمعت انتقاد واحد منطقي! ما شفتش حد مثلا بينتقد ان تليفزيون الدولة، اللي من فلوسنا، حاطط شعار حزب سياسي ومسخر لتغطية فاعليات مؤتمره السنوي 24\24 ساعة!! كله عمال يشتم في السياسات الفاشلة وبتجتمعوا على إيه يا حسرة!! يا اخي بيجتمعوا عشان يشوفوا هيدولك الخازوق الجاي منين بالظبط، انت مال أهلك؟ هو انت كلفت خاطرك وعملت حاجة مفيدة؟ دا انت حتى مش عارف تقول نقد محترم، انت شخصيا مش عارف انت معترض على إيه، لكن أهي هيصة وخلاص

طب ع الأقل أهم خصصوا 56 كرسي للمرأة في البرلمان.. وأنا ولو اني زي شعبان عبد الرحيم ما بحبش الكراسي، إلا اني مش لاقية حل تاني للبلوة اللي حطت على التمثيل البرلماني للمرأة، لأن بسلامتك لا عاجبك ان واحد اسود بقى رئيس امريكا ولا مستعد انك تبقى محترم وتدي صوتك للي أحق بيه في الانتخابات بصرف النظر عن نوعه.. أهو البرلمان مليان شنبات أهه يا أخويا.. افرح بيه بقى
وبمناسبة موضوع المرأة والبرلمان، أحب أقول ان تحديد أماكن للمرأة والأقباط في المجلس هو في الواقع سبة على جبين الشعب المصري، اللي بينادي بالحرية والديمقراطية وهو أبعد الناس عن هذه القيم. لأنه من الآخر عنصري وبشكل مقزز. كفاية الفضيحة اللي حصلت بعد ما طلعت اشاعة ان نهى رشدي، البنت اللي سواق اتحرش بيها واتحكم عليه ب 3 سنين سجن، تحمل جنسية اسرائيلية، لمجرد ان جدها من عرب 48!! أول مرة أعرف الصراحة ان عرب 48 دول اسرائيلين ويجوز التحرش ببناتهم جهارا نهارا في شوارع بلدنا!! ما عزمي بشارة من عرب 48.. مش كدا وبس.. دا كان عضو في الكنيست الاسرائيلي!.. والشاعر العظيم محمود درويش رحمه الله كان من عرب 48! هل دول خونة مثلا؟ هل ممكن حد يعتبر التحرش ببناتهم عمل وطني؟؟!! بالذمة الناس دي ليها عين تتكلم عن الديمقراطية وحقوق الانسان؟

أكيد طبعا لازم نسخر من فوز اوباما لأننا نستمتع ونستلذ بممارسة العنصرية والاضطهاد ضد بعض.. وأكيد ما نستاهلش غير حكومة الحزب الوطني الديمقراطي جدا.. وأكيد ما نستاهلش شرف ان نهى رشدي تكون بنت مصرية.. أنا بقول نخلينا في خيبتنا أحسن، ونقضيها شوية هزار على شوية شتيمة على شوية تحرش على شوية فساد.. ويجعله عامر

1 comments:

Anonymous said...

عاجبني اختيارك للمواضيع بس مش عارف مش بحب لهجة الكتاب اللي بيتكلموا علي مجتمعنا و كأنهم مراقبين اجانب او مثلا جايين من المستقبل عشان يشرحلونا و يحزرونا من من اللي هاحصلنا ...... اعتذر ان كان كلامي علي عكس المتوقع . بس لغة كتاب الابراج العاجية عادة بتظل في ابراجها و مش بيسمعها غير اصحابها او جيرانها علي اقصي تقدير و ان سمعها حد تاني بتكون و كأنها موجات فوق صوتيه غير مفهومة
اما غير كدة فملاحظاتك للأسف صحيحة و طريقة تقيمنا للامور ينقصها ابعاد اخري مش محتاجة اجهزة عالية التقنية عشان نشوفهاالموضوع بس موضوع تفتيح مخ .... مش بمعناه الدارج انما بمعناه القاموسي اللي بيقصد تفتيح المدارك و التفكير بشكل اكثر منطقية و شمولية