من يوم ما طلعوا علينا الإخوان المسلمين بشعار "الإسلام هو الحل" فبقى كل واحد بيؤمن بفكرة يخرج بيها علينا و يقولنا ان هي الحل , واحد يقولك الإشتراكية هي الحل و التاني يقولك المواطنة هي الحل وهكذا.. و رغم اعتراضي علي اختصار حل مشاكل دولة في تبنيها لفكرة او ايديولوجية معينة، و لكن أنا منكرش ان في الفترة الأخيرة اعتدت تكرار شعار "العلمانية هي الحل" رغم اني معتقدش ان العلمانية هي الي حتحل مشكلة الفساد مثلاً، و لكن علي مدار شهر تقريباً حصلت كمية حاجات انقسم المجتمع حولها ما بين موافق و معارض و كنت بقعد افكر في حل لهذه المشاكل و في كل مرة بوصل لنفس النتيجة
فمثلاً صحيت يوم من النوم لقيت الدنيا مقلوبة علشان البهائيين هيتكتبلهم شَرطة في خانة الديانة.. و طبعاً الشَرطة دي تعتبر تقدم باهر لأن قبل كده اما كان واحد بهائي بيحب يطلع بطاقة كان الموظف المختص بيسأله "ها يا حبيبي تحب تبقي مسلم ولا مسيحي ولا يهودي.. ولا تحب انا اخترلك علي ذوقي؟"، دلوقتي على الأقل الراجل مش محتاج يكدب او يزور في أوراق رسمية علشان يطلع بطاقة. الموضوع كان شاغل الناس جداً.. بعضهم كان شايف ان من حق البهائي تتكتب ديانته علي البطاقة زيه زي اي واحد تاني، البعض الآخر شاف ان الحكم بمثابة اعتراف من الدولة بالديانة البهائية وان ده بيتعارض مع الشريعة الإسلامية الي بينص عليها الدستور. قعدت أتفرج على اللي بيحصل وأنا بقول لنفسي فعلاَ العلمانية هي الحل.. لسبب بسيط وهو ان الدولة العلمانية بتعتبر الدين هو شأن خاص بالفرد, لا يتدخل في المعاملات الرسمية بين المواطن والجهات الحكومية
يوم تاني بفتح التليفزيون لقيت مافيش سيرة غير حكم المحكمة الي بيلزم وزارة الداخلية بتغيير ديانة العائدون للمسيحية.. و خناقات في الفضائيات حول حرية العقيدة و المادة ٤٦ من الدستور و تساؤلات عن اذا كانوا الناس دول متلاعبين ولا لأ, وهل هم في حكم المرتدين, ولو كانوا مرتدين يبقي يتقتلوا ولا نعمل فيهم ايه, وهل موضوع انه يتكتب مسلم سابقاً في البطاقة ده صح ولا لأ, وايه مدي خطورته علي صاحب البطاقة.. و بالمناسبة موضوع "مسلم سابقاً" ده احنا بننفرد بيه تماماً, يعني اختراع مصري ١٠٠٪.. طبعاً احنا قاعدين بنضيع في وقتنا و في ناس تانية ساعتها كانوا قاعدين يخترعوا حاجات تفيد البشرية؛ زي ايجاد علاج للسرطان اللي بيحصد حياة الملايين حول العالم, بس ما علينا.. المهم نعرف الراجل مرتد ولا لأ.. قعدت أتفرج على اللي بيحصل و أنا بقول فعلاً العلمانية هي الحل.. لأن في الدولة العلمانية الدين علاقة بين الانسان و ربه
جيت في يوم ثالث و انا قاعد على النت قريت خبر جديد عن حكم المحكمة الإدارية العليا بالزام الكنيسة باعطاء تصريح بالزواج الثاني لمسيحي مطلق, و رد البابا شنودة ان الكنيسة لن تنفذ الحكم لأنها لا يحكمها سوي نصوص الكتاب المقدس, و بدأ كل واحد يقول رأيه في القضية.. شوية متفهمين لموقف الكنيسة و بيقولوا ان الحكم يعتبر تدخل في اختصاصات الكنيسة و شوية تانيين رأيهم ان الكنيسة مؤسسة من مؤسسات هذه الدولة و تتبع قانونها و رفضها تنفيذ الحكم معناه انها بتبني دولة داخل الدولة.. و باردو قعدت أتفرج على اللي بيحصل و أنا بقول لنفسي فعلاً العلمانية هي الحل.. لأن القضاء في الدولة العلمانية لا يتداخل مع الشئون الدينية, و لكن بيتعامل مع عقود الجواز من وجهة النظر القانونية وبس
خلاصة الكلام.. ٣ قضايا شغلوا الرأي العام و ضيعوا وقت المحاكم و اخذوا ساعات من البث الفضائي و كان ممكن تفادي كل ده بكلمة واحدة: العلمانية