"في نص غرفة القعدة في بيتنا ترابيزة موجود عليها تشكيلة اطارات لصور عائلية. من ضمن الاطارات الموجودة، اطار لجدي و جدتي الله يرحمهم. اتاملت الصورة و باين ان الفصل كان صيف لانهم قاعدين على تلة صخور و قدامهم شط بحر. و لأنهم مكنوش سبيحة فأكتفى جدي بتشمير بنطلونه و اما جدتي فكانت مرتدية فستان بسيط من بتوع المصيف و طوله كطول اي فستان محترم و شيك ترتديه سيدة وقورة متزوجة و ام من الطبقة المتوسطة لذلك العصر. الفستان يوصل لبعد الركبة بشوية، محتشم؟ نعم. لا ارى فيه اي ظهور مشين لجزء حساس من جسمها. ملفت للنظر؟ لا، الفستان بسيط جدا و وقور جدا وظريف اوي.
فقط ساقيها ظاهرتين بشكل طبيعي خالص، و ساقيها يعني من نص الساق لغاية تحت. اذن ، ما الذي دفعني للتأمل في صورة مر عليها ما يقارب من 50 سنة و تقف في اطارها منذ ما يقرب ثلاث سنوات؟؟
قبلها بيومين كنت اشاهد التلفزيون في حضور والدتي ثم انشق الصمت المطبق عن سؤال منها الجمني فلم استطع له جوابا، قالت بالحرف: " يا ترى صورة ماما دي تبقى حلال و لا حرام؟
انا: (متفاجئة) ايه الحرام و الحلال اللي فيها؟ ما احنا معلقين صور داير ما يدور البيت؟
والدتي: لا بس اصلها مش محجبة و كمان رجلها باينة و انتي عارفة ان رجلين جدتك كانوا حلوين.
انا: ( اكثر تفاجئا) يعني ايه مش محجبة ؟ هو احنا حنحجبها بعد ما اتوفت بخمسين سنة مثلا و لا ايه؟؟
والدتي: لا قصدي ان الناس اللي بتيجي تزورنا ممكن حد، راجل غريب يعني، يشوفها و كمان يشوف رجلها و كمان باب واقف جنبها، يا ترى ممكن يقولوا عليه ايه؟؟
انا: يعني جدي لو كان شايف ان دي حاجة عيب مؤكد كان اعترض و قالها حاجة او منعها انها تلبسه
والدتي: عارفة عارفة هو مكنش بيسمح بحاجة ضد الاخلاق ابدا بس ساعات بقول يا ترى ربنا حيعذبها هي او خالاتي عشان ملبسوش الحجاب ؟؟
انا: (وصل اندهاشي لأعلى مدى فخرصت خالص و لفترة طويلة)
والدتي: ها، مردتيش عليا، فكرك الصورة حرام و لا حلال؟
انا: ارد اقول ايه، مسمعتش ان الصور حرام و مسمعتش ان منظر جدتي كده فيه اي حاجة مشينة للاخلاق. و نهيت الموضوع بتحويل مجرى الحديث حتى لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
حفصة، انا معرفتش اقاوم دموعي لما رحت اودتي و قفلت عليا الباب
يا ربي ، يعني جدتي اللي انا نفسي مشفتهاش لكن بحبها على السمع كده، يحصلها اللي بيحصلها و كل تفكيرك يا ماما منصب في قطعتين قماش ، واحدة لراسها و واحدة نطول بيها الفستان الكيسكلياه؟؟
عارفة يا حفصة، فضلت ليلتها اكلم نفسي كأني بحاكم امي و اقولها بقى كده يا ماما ده يكون تفكيرك على امك اللي انتي اتحرمتي منها من بدايات طفولتك؟؟ ازاي جالك قلب تبقي باصة لها بالشكل العقابي ده؟؟ يعني دي امك، جدتي، حبيبة قلب جدو اللي لما ماتت زعل عليها زعل يعقوب على يوسف
للدرجة دي امي تفتق ذهنها على مدى كون فستان جدتي حرام من حلال؟ للدرجة دي احكم على فرد من افراد عيلتي و احكم عليه ايا كانت معتقداته؟؟ انا متاكده ان امي مكنش قصدها تعلق حبل مشنقة لجدتي بس فكرة انها تقييم ايمان جدتي و دي حاجة بين المعبود و بين عبده خوفتني . انا زعلانة جدا"
هكذا فضفضت صديقتي بما كان يحزنها منذ فترة من تصرفات يشوبها الخوف لامها التي بدات تتغير خطوة خطوة
كل ما حكته صديقتي اعاد لذاكرتي ما حدث منذ ما يقرب من 12 سنة مضت. لوالدتي عدة قطع ذهبية تعتبر اثرية نوعا ما لقدمها. كانت قد توارثتها عن طريق جدتي و جدة جدتي. فوجئت مرة بامي و هي تهنئ نفسها ببيع هذة القطع (على شكل طواويس و تعابين و مجسمات اخرى) بدعوى انهم شكل من اشكال الشرك بالله و عبادة الاصنام التي لا يجب علينا نتبعها كمسلمين و موحدين بالله. وقتها و مع اني لم اكن قد نضجت لحد عالي من الثقافة والاطلاع، لكن شئ وخزلي ضميري و قالي لازم تعرفي مين المخبول اللي افتى لامك ببيع حاجة قيمتها الوجدانية عالية اوي كده علشان خايف مننا على عبادة الاصنام؟؟ حاجة فضلت ام تنقلها لام و مع ذلك مكفرتش ولا واحدة منهم او اشركت بالله او عبدت الغويشة بتاعتها؟؟ من وقتها لم اخفي مقتي الشديد لكتب الفتاوى الخضراء التي تملأ علينا البيت و حفظت اسماء مثل ( بن باز و بن عثيمين) حتى اكبر و أاخذ بتاري ممن اضاعوا عليا ارث جدودي و فكرة ان يكون لي شئ من ريحتهم اتواصل به معهم نفسيا و ان لم أكن رأيتهم, و فكرة انه سوف ياتي يوم اعطي فيه شيئا لابنتي و احكي لها قصة هذا السوار المتوارث في عائلتنا منذ ما يقارب ال 150سنة ان لم يكن اكثر. من هنا بدأت التفكير، فهداني الله لشئ يسمى منطق
فقط ساقيها ظاهرتين بشكل طبيعي خالص، و ساقيها يعني من نص الساق لغاية تحت. اذن ، ما الذي دفعني للتأمل في صورة مر عليها ما يقارب من 50 سنة و تقف في اطارها منذ ما يقرب ثلاث سنوات؟؟
قبلها بيومين كنت اشاهد التلفزيون في حضور والدتي ثم انشق الصمت المطبق عن سؤال منها الجمني فلم استطع له جوابا، قالت بالحرف: " يا ترى صورة ماما دي تبقى حلال و لا حرام؟
انا: (متفاجئة) ايه الحرام و الحلال اللي فيها؟ ما احنا معلقين صور داير ما يدور البيت؟
والدتي: لا بس اصلها مش محجبة و كمان رجلها باينة و انتي عارفة ان رجلين جدتك كانوا حلوين.
انا: ( اكثر تفاجئا) يعني ايه مش محجبة ؟ هو احنا حنحجبها بعد ما اتوفت بخمسين سنة مثلا و لا ايه؟؟
والدتي: لا قصدي ان الناس اللي بتيجي تزورنا ممكن حد، راجل غريب يعني، يشوفها و كمان يشوف رجلها و كمان باب واقف جنبها، يا ترى ممكن يقولوا عليه ايه؟؟
انا: يعني جدي لو كان شايف ان دي حاجة عيب مؤكد كان اعترض و قالها حاجة او منعها انها تلبسه
والدتي: عارفة عارفة هو مكنش بيسمح بحاجة ضد الاخلاق ابدا بس ساعات بقول يا ترى ربنا حيعذبها هي او خالاتي عشان ملبسوش الحجاب ؟؟
انا: (وصل اندهاشي لأعلى مدى فخرصت خالص و لفترة طويلة)
والدتي: ها، مردتيش عليا، فكرك الصورة حرام و لا حلال؟
انا: ارد اقول ايه، مسمعتش ان الصور حرام و مسمعتش ان منظر جدتي كده فيه اي حاجة مشينة للاخلاق. و نهيت الموضوع بتحويل مجرى الحديث حتى لا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
حفصة، انا معرفتش اقاوم دموعي لما رحت اودتي و قفلت عليا الباب
يا ربي ، يعني جدتي اللي انا نفسي مشفتهاش لكن بحبها على السمع كده، يحصلها اللي بيحصلها و كل تفكيرك يا ماما منصب في قطعتين قماش ، واحدة لراسها و واحدة نطول بيها الفستان الكيسكلياه؟؟
عارفة يا حفصة، فضلت ليلتها اكلم نفسي كأني بحاكم امي و اقولها بقى كده يا ماما ده يكون تفكيرك على امك اللي انتي اتحرمتي منها من بدايات طفولتك؟؟ ازاي جالك قلب تبقي باصة لها بالشكل العقابي ده؟؟ يعني دي امك، جدتي، حبيبة قلب جدو اللي لما ماتت زعل عليها زعل يعقوب على يوسف
للدرجة دي امي تفتق ذهنها على مدى كون فستان جدتي حرام من حلال؟ للدرجة دي احكم على فرد من افراد عيلتي و احكم عليه ايا كانت معتقداته؟؟ انا متاكده ان امي مكنش قصدها تعلق حبل مشنقة لجدتي بس فكرة انها تقييم ايمان جدتي و دي حاجة بين المعبود و بين عبده خوفتني . انا زعلانة جدا"
هكذا فضفضت صديقتي بما كان يحزنها منذ فترة من تصرفات يشوبها الخوف لامها التي بدات تتغير خطوة خطوة
كل ما حكته صديقتي اعاد لذاكرتي ما حدث منذ ما يقرب من 12 سنة مضت. لوالدتي عدة قطع ذهبية تعتبر اثرية نوعا ما لقدمها. كانت قد توارثتها عن طريق جدتي و جدة جدتي. فوجئت مرة بامي و هي تهنئ نفسها ببيع هذة القطع (على شكل طواويس و تعابين و مجسمات اخرى) بدعوى انهم شكل من اشكال الشرك بالله و عبادة الاصنام التي لا يجب علينا نتبعها كمسلمين و موحدين بالله. وقتها و مع اني لم اكن قد نضجت لحد عالي من الثقافة والاطلاع، لكن شئ وخزلي ضميري و قالي لازم تعرفي مين المخبول اللي افتى لامك ببيع حاجة قيمتها الوجدانية عالية اوي كده علشان خايف مننا على عبادة الاصنام؟؟ حاجة فضلت ام تنقلها لام و مع ذلك مكفرتش ولا واحدة منهم او اشركت بالله او عبدت الغويشة بتاعتها؟؟ من وقتها لم اخفي مقتي الشديد لكتب الفتاوى الخضراء التي تملأ علينا البيت و حفظت اسماء مثل ( بن باز و بن عثيمين) حتى اكبر و أاخذ بتاري ممن اضاعوا عليا ارث جدودي و فكرة ان يكون لي شئ من ريحتهم اتواصل به معهم نفسيا و ان لم أكن رأيتهم, و فكرة انه سوف ياتي يوم اعطي فيه شيئا لابنتي و احكي لها قصة هذا السوار المتوارث في عائلتنا منذ ما يقارب ال 150سنة ان لم يكن اكثر. من هنا بدأت التفكير، فهداني الله لشئ يسمى منطق