دائماً ما يتََهم الإسلاميين، الُممَثَلين في مصر بتيار الإخوان المسلمين، الحزب الوطني بانه سبب كل مشاكل البلد بإدارته السيئة للدولة علي مدار الثلاثين سنة الماضية. ثلاثة عقود من الزمن انتشر فيها الفساد كما لم ينتشر من قبل وزادت معدلات البطالة وغابت المسائلة والمحاسبة من حياتنا وانتقلنا من طوابير اللحمة إلي طوابيرالعيش وأصبحت كرامة الإنسان المصري لا تساوي شيئاً
الحياة أصبحت قاسية على فئة كبيرة من الشعب التي أصبحت لا تتمنى أكثر من أن تحصل على القليل من الطعام يكفي لاطعام أفراد أسرتهم. الإتهام الأساسي يكمن في أن الصراع الطبقي أصبح على أشده.. فهناك في البلد أشخاصاً يمتلكون ثروات هائلة و يزدادون ثراءاً , في حين أن الفقراء يزدادون فقراً، حتي أصبح الحقد والنصب من صفات المواطن المصري الأساسية.
من الجهة الأخرى، دائماً ما يَتَهم رجال الدولة الإخوان المسلمين, أو الجماعة المحظورة كما يحلو لهم تسميتها, و مؤيدينهم من شيوخ و دعاه بأنهم من أوصلوا حال البلد الى ما هو عليه الآن من تسطيح للعقول و تدَيٌن مظهري حتي أصبحنا نعيش في زمن اختفت فيه قِِيَم العمل والأمانة ليحل محلها الحجاب والزبيبة والجلباب القصير. فلا تتعجب أن يأتي موظف حكومة ويطلب منك رشوة لكي يقوم باتمام أوراقك في حين أن زبيبة الصلاة تكاد تأكل نصف وجهه. أضِِِِفْ إلى ذلك أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي الأسوأ منذ أن عاشوا سوياً علي أرض هذا الوطن منذ أكثر من ١٤٠٠ عام. فالكثير من المسلمين يثاروا من أي مظاهر مسيحية كبناء الكنائس و يعتبرونها استفزازاً لمشاعرهم, مرددين شعارات طائفية مثل "دي بلد اسلامية واللي مش عجبه يمشي". ومن الجهة الأخرى قرر المسيحيين اعتزال الحياة الإجتماعية و اختصار حياتهم خلف أسوار الكنائس, مرددين شعارات غبية مثل "احنا سكان البلد الأصليين والبلد اتسرقت مننا". إذن الإتهام الأساسي يكمن في أن الصراع الطائفي أصبح أيضاً علي أشده.. حتى أصبح التعصب وعدم تقبل الآخر من صفات المواطن المصري الأساسية أيضاً.
إذن اذا جمعنا النظريتين سنجد أنه أصبح لدينا مواطن حقود و نصاب و متعصب و غير متقبل للآخر. يا لها من صفات تدمر مستقبل أي أمة تحاول النهوض و التقدم. عن أي دولة نتحدث اذا كان المواطن لا يستطيع أن يتعايش مع أخيه المواطن, إما لأنهم ينتمون إلي طبقات اجتماعية مختلفة, أو لأنهم لا ينتمون لنفس الدين؟
كل هذا يحدث و نحن قررنا أن نكون في مقاعد المتفرجين. لا أتكلم هنا عن المؤيدين للطرفين, لأن من هو شاهد علي ما ارتكبه الحزب الوطني و الإخوان المسلمين في حق هذا الوطن من جرائم و لا يزال من مسانديهم فهو بالتأكيد ليس من يملك الحل لأزمة هذا البلد. الحل يكمن في الأغلبية الصامتة التي تشاهد الطرفين يدمرون هذا الوطن يوما تلو الآخر ولا يفعلون شيئاً. الحل في يد الفئة التي قررت أن تنتظر حتى ترى من الطرفين سيربح المعركة, هل سينتصر الحزب الوطني ليعم الفساد والاستبداد في البلد؟ أم سيفوز الإخوان ليعيدوننا مئات السنين إلي الوراء لدولة الخلافة و يتحكم في مصيرنا مجموعة من الشيوخ علي حسب تفسيراتهم الشخصية للدين؟ الحل عند هؤلاء المثقفين و المتنورين من أبناء هذا البلد.. هؤلاء الذين يتسمون بالسلبية لدرجة انهم يعلنون تأييدهم لجمال مبارك لخلافة والده و يستندون للمقولة الشهيرة "اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش". فعلاً ما أغباها هذه الجملة! فكيف يكون اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش اذا كان الي نعرفه مِِنَيِلْ بستين نيلة. فهل تتحرك الأغلبية الصامتة من أجل ايجاد طريقاً ثالثاً بعيداً عن الطريقين الذين يقودوننا اليهم الحزب الوطني والإخوان؟ فكما قال مارتن لوتر كنج "المصيبة ليست في ظلم الأشرار.. بل في صمت الأخيار".
الحياة أصبحت قاسية على فئة كبيرة من الشعب التي أصبحت لا تتمنى أكثر من أن تحصل على القليل من الطعام يكفي لاطعام أفراد أسرتهم. الإتهام الأساسي يكمن في أن الصراع الطبقي أصبح على أشده.. فهناك في البلد أشخاصاً يمتلكون ثروات هائلة و يزدادون ثراءاً , في حين أن الفقراء يزدادون فقراً، حتي أصبح الحقد والنصب من صفات المواطن المصري الأساسية.
من الجهة الأخرى، دائماً ما يَتَهم رجال الدولة الإخوان المسلمين, أو الجماعة المحظورة كما يحلو لهم تسميتها, و مؤيدينهم من شيوخ و دعاه بأنهم من أوصلوا حال البلد الى ما هو عليه الآن من تسطيح للعقول و تدَيٌن مظهري حتي أصبحنا نعيش في زمن اختفت فيه قِِيَم العمل والأمانة ليحل محلها الحجاب والزبيبة والجلباب القصير. فلا تتعجب أن يأتي موظف حكومة ويطلب منك رشوة لكي يقوم باتمام أوراقك في حين أن زبيبة الصلاة تكاد تأكل نصف وجهه. أضِِِِفْ إلى ذلك أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي الأسوأ منذ أن عاشوا سوياً علي أرض هذا الوطن منذ أكثر من ١٤٠٠ عام. فالكثير من المسلمين يثاروا من أي مظاهر مسيحية كبناء الكنائس و يعتبرونها استفزازاً لمشاعرهم, مرددين شعارات طائفية مثل "دي بلد اسلامية واللي مش عجبه يمشي". ومن الجهة الأخرى قرر المسيحيين اعتزال الحياة الإجتماعية و اختصار حياتهم خلف أسوار الكنائس, مرددين شعارات غبية مثل "احنا سكان البلد الأصليين والبلد اتسرقت مننا". إذن الإتهام الأساسي يكمن في أن الصراع الطائفي أصبح أيضاً علي أشده.. حتى أصبح التعصب وعدم تقبل الآخر من صفات المواطن المصري الأساسية أيضاً.
إذن اذا جمعنا النظريتين سنجد أنه أصبح لدينا مواطن حقود و نصاب و متعصب و غير متقبل للآخر. يا لها من صفات تدمر مستقبل أي أمة تحاول النهوض و التقدم. عن أي دولة نتحدث اذا كان المواطن لا يستطيع أن يتعايش مع أخيه المواطن, إما لأنهم ينتمون إلي طبقات اجتماعية مختلفة, أو لأنهم لا ينتمون لنفس الدين؟
كل هذا يحدث و نحن قررنا أن نكون في مقاعد المتفرجين. لا أتكلم هنا عن المؤيدين للطرفين, لأن من هو شاهد علي ما ارتكبه الحزب الوطني و الإخوان المسلمين في حق هذا الوطن من جرائم و لا يزال من مسانديهم فهو بالتأكيد ليس من يملك الحل لأزمة هذا البلد. الحل يكمن في الأغلبية الصامتة التي تشاهد الطرفين يدمرون هذا الوطن يوما تلو الآخر ولا يفعلون شيئاً. الحل في يد الفئة التي قررت أن تنتظر حتى ترى من الطرفين سيربح المعركة, هل سينتصر الحزب الوطني ليعم الفساد والاستبداد في البلد؟ أم سيفوز الإخوان ليعيدوننا مئات السنين إلي الوراء لدولة الخلافة و يتحكم في مصيرنا مجموعة من الشيوخ علي حسب تفسيراتهم الشخصية للدين؟ الحل عند هؤلاء المثقفين و المتنورين من أبناء هذا البلد.. هؤلاء الذين يتسمون بالسلبية لدرجة انهم يعلنون تأييدهم لجمال مبارك لخلافة والده و يستندون للمقولة الشهيرة "اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش". فعلاً ما أغباها هذه الجملة! فكيف يكون اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش اذا كان الي نعرفه مِِنَيِلْ بستين نيلة. فهل تتحرك الأغلبية الصامتة من أجل ايجاد طريقاً ثالثاً بعيداً عن الطريقين الذين يقودوننا اليهم الحزب الوطني والإخوان؟ فكما قال مارتن لوتر كنج "المصيبة ليست في ظلم الأشرار.. بل في صمت الأخيار".